بورسعيد: مربو الماشية يهربون من «القابوطى» بسبب الأوبئة
مربو الأغنام فى سوق «القابوطى» يشتكون ضياع المهنة
حلم وحيد راود الكثيرين من أبناء بورسعيد بعد إنشاء قرية «القابوطى الجديد»، وهو تنمية الثروة الحيوانية، وبالفعل تحولت، خلال فترة قصيرة، إلى «سلة اللحوم» لأبناء المدينة، وأهالى عدد من المحافظات المجاورة، إلا أن هذا الحلم تبدد سريعاً، بل وتحول إلى «كابوس»، بعد أن أصبحت المنطقة مرتعاً للأمراض والأوبئة، ما دفع معظم المربين إلى الهرب منها، بعد نفوق أعداد كبيرة من رؤوس ماشيتهم، نتيجة إصابتها بالأمراض، أو بسبب انقطاع المياه بصورة مستمرة عن المنطقة، بينما لجأ عدد آخر من المربين إلى ماشية «الكارتة»، التى تعتمد فى طعامها على أكوام القمامة فى الشوارع، نتيجة الارتفاع الكبير فى أسعار الأعلاف. محمد أبوطالب، أحد المربين بقرية «القابوطى»، أكد لـ«الوطن» أن أسعار اللحوم فى بورسعيد هى الأعلى مقارنة بغيرها من المحافظات الأخرى، وأرجع السبب فى ذلك إلى أن المربين فى محافظات الدلتا يعتمدون على تغذية ماشيتهم بالحشائش ومخلفات الزراعة، بينما فى بورسعيد، نظراً لعدم وجود أراضٍ زراعية، يضطر المربون إلى تربية ماشيتهم داخل حظائر، ويعتمدون على الأعلاف فى إطعامها، ما يتسبب فى زيادة تكاليف التربية، وينعكس ذلك على أسعار اللحوم، مشيراً إلى أن الموسم الحالى يشهد حالة من الركود، تسيطر على أسواق الماشية، بسبب ارتفاع الأسعار، لافتاً إلى أن كيلو الأغنام «قائم» يتم بيعه بسعر 65 جنيهاً، بينما يُباع مذبوحاً بـ180 جنيهاً.
حلم تنمية الثروة الحيوانية ينتهى بمرتع للأمراض والقمامة طعام ماشية «الكارتة» بسبب غلاء الأعلاف
وتابع «أبوطالب» أن منطقة «القابوطى» تأثرت مؤخراً بمشكلات متعددة، منها انقطاع المياه عن القرية بشكل شبه مستمر، ما يضطر المربين إلى شراء «تنكات» المياه، بواقع اثنين أو ثلاثة يومياً، بسعر 40 جنيهاً للواحد، لاستخدامها فى سقى الماشية، وتنظيف العنابر، الأمر الذى دفع البعض إلى القيام بأعمال حفر عشوائية لتوصيل المياه إلى حظائر ماشيتهم، ما يؤدى إلى عدم وصول المياه لمناطق واسعة من القرية، كما أشار إلى أن ارتفاع سعر الدولار نتجت عنه زيادة كبيرة فى أسعار الأعلاف المستوردة، لتصل إلى 6 جنيهات للكيلو، وعادةً ما يستهلك العجل الواحد، الذى يصل وزنه إلى 400 كيلوجرام، نحو 8 كيلو على وجبتين يومياً، بتكلفة تصل إلى 50 جنيهاً، فضلاً عن ارتفاع أسعار الردة والفول الصويا، وهما من المواد الأساسية اللازمة لتغذية الماشية. كما اعتبر أن دور الجمعية فى دعم الأعلاف والسلالات يكاد يكون شبه منعدم بالقرية، وتقدم خدماتها بالواسطة والمحسوبية، بالإضافة إلى عدم وعى كثير من المربين بالسلالات، لافتاً إلى أن بعض المربين يلجأون إلى إطعام ماشيتهم كميات من الدقيق المهربة من المخابز، كبديل لأعلاف الكربوهيدرات، ما يساعد على زيادة وزن رأس الماشية، وينتج عن ذلك إنتاج لحم يهبط عند التسوية، كما يعتقد بعضهم أن إطعام ماشيتهم بالدقيق يساعدها على إنتاج حليب أبيض، بينما يقوم آخرون بتخزين الأعلاف فى أجواء غير ملائمة، ما يؤدى إلى تلفها وانتهاء صلاحيتها، ويتسبب ذلك فى إصابة الماشية بالأمراض.
«أبوطالب»: الدولار أثر على أسعار الأعلاف والواسطة والمحسوبية تدخلت فى دعم الأعلاف والسلالات
كامل السيد، أحد مربى الماشية بقرية «القابوطى»، أعرب عن استيائه لعدم وجود مدفن صحى أو محرقة للتخلص من الحيوانات النافقة، حيث يضطر بعض المربين إلى إلقائها فى الشوارع، وتتناقلها الكلاب الضالة من مكان لآخر، ما يتسبب فى انتشار العدوى، التى قد تصيب أعداداً أخرى من الماشية، معتبراً أن مرض «الحمى القلاعية» من الأمراض التى تنتشر بين الماشية فى القرية، سواء صيفاً أو شتاءً، بسبب عدم النظافة، مطالباً مسئولى المحافظة بضرورة التدخل لحل هذه المشكلة، وتوقيع الغرامات على المخالفين. وأضاف «السيد» أن عدداً كبيراً من المربين اضطروا إلى الهرب من «القابوطى» بعد تعرضهم لخسائر فادحة، وإغلاق حظائرهم ومخازنهم، لافتاً إلى أن القرية كان معروفاً عنها أنها تنتج أجود أنواع اللحوم والألبان، ولكن مع ارتفاع أسعار الأعلاف، وزيادة تكاليف التربية، اضطر عدد من المربين، وهو منهم، إلى تربية الدواجن والأرانب، بدلاً من الماشية، التى كبدتهم خسائر فادحة.