حمام سباحة ملىء بمياه راكدة لها رائحة كريهة نفاذة، ملعب كرة قدم تم تجريف مسطحه الأخضر، بقايا ملاعب كانت مخصصة لرياضتى التنس والسلة، وصالة رياضية «جيم» كانت يوماً ما تعج بالمتدربين الشباب، لكن سرعان ما تبدل الحال، وسيطرت أكوام القمامة والبعوض والحشرات على مركز شباب الوفاء والأمل، التابع لمنطقة الهرم، ما عرض الأهالى للأمراض، وأصابهم بالغضب والاستياء.
8 سنوات كانت كفيلة بتغيير ملامح مركز الشباب، الذى كان يستقبل الأطفال والشباب لممارسة أنشطة مختلفة بانتظام، خاصةً أنه من أكبر المراكز الشبابية مساحةً، وبعد تعرضه للتدهور، اضطر رواده إلى تركه، وأنهوا اشتراكاتهم، ليستمر مسلسل الإهمال، ويصبح المركز مرتعاً للقمامة.
«بدل ما نصحى من النوم على منظر جميل، بنشوف زبالة ودبان، بقينا نخاف نفتح البلكونات لأطفالنا يصابوا بفيروس أو مرض»، بحسب أمير الجابرى، أحد أهالى المنطقة، مرجعاً السبب فى هذا المشهد إلى مسئولى المركز: «من 8 سنين قالوا هنقفل المركز عشان نوضب حمام السباحة، ومن ساعتها المركز ما تفتحش تانى، وسمعنا إن حصل خلاف مع المقاولين».
منشورات إغاثة أعدها الأهالى للنظر فى أحوال مركز الشباب، حيث يرى «أمير» أن المركز كان يخدم أهالى المنطقة بطرق مختلفة: «بنحتفل فيه بمناسباتنا الاجتماعية، وكان فيه جيم كبير للأعضاء، لازم نستغل المنطقة حتى لو بمشروع تجارى أحسن من المنظر ده».
وقال محمد دويدار، أحد السكان القدامى فى منطقة الهرم: «كان بيستثمر وقت الشباب، بيتقابلوا كل يوم ويلعبوا كورة، بدل ما قاعدين حالياً فى الشارع، حتى الأطفال كانوا بيمارسوا فيه الرياضة اللى بيحبوها باشتراك رخيص»، مشيراً إلى أنه كان يمارس مهام الحارس، ويمنع البعض من إلقاء القمامة داخل المركز.
«حاجة تحزن»، هو الوصف الذى ساقه الدكتور أحمد الوكيل، وكيل وزارة الشباب والرياضة، بمنطقة الجيزة، عن أحوال مركز شباب الوفاء والأمل: «بقالى 20 يوم فى الوزارة، لفيت على مراكز الشباب، ومنها الوفاء والأمل، وماشيين فى إجراءات لتأهيله، وإعادة الحياة الرياضية إليه مرة أخرى».
وأرجع «الوكيل» السبب فى تفشى الإهمال بالمركز، إلى خضوعه لأعمال تطوير شهدت تأخيراً حتى لحق به الإهمال.
تعليقات الفيسبوك