كنت أظن -وبعض الظن إثم- أن بعضاً من حياء سيمنع أصحاب المصالح تجار المبادئ والدين وعلى كل لون يا باتستا، من سرعة إنزال قناع وارتداء قناع آخر بذات سرعة تواتر الأحداث، ولكن هيهات، فالمصلحة ألذ ألذ ألذ.. . من بين هؤلاء -الذين يدهشك تغييرهم لجلودهم بسرعة البرق، ويُعجزك أداؤهم المتنوع عن النطق، فتنعقد الكلمات على لسانك -مؤسس لغة «البادى لانجويدش» فى دروس الدين بين «الهاى كلاس»- شكمان مالوش فى الطبقة اللى تحت- السيد القبطان المبجل عمرو بك خالد! ربيب الإخوان، الذى أعيا نفسه عبر سنوات طويلة بحثاً عن أى نقطة ضوء أمام عدسات الكاميرات، تدهشك قراءة بعض من صفحات حياته وبخاصة نجاحه فى خداع الكثيرين ممن صدقوه ورأوا فيه وجهاً يمكن الاعتماد عليه -وقد كنت منهم للأسف قبل اكتشاف الحقائق-، تتأثر به عند سماع ادعائه عداء أمن الدولة له وقصة هروبه من مصر عام 2002، لأنه لا يستطيع التوقف عن الدعوة لله!! ثم عودته لمصر بشكل مفاجئ وبلا مقدمات عام 2005 بعد أن زال خوفه من أمن الدولة! ثم تعلم أن سبب زوال خوفه من أمن الدولة توثق علاقته برجل الأعمال كرم الكردى أمين الحزب الوطنى فى الإسكندرية، ونسيب وقريب وشريك حسن عبدالرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق، حتى بات الكردى أحد أهم ممولى جمعية «صناع الحياة»!! وفجأة يظهر عمرو بوجه مختلف فى ثورة يناير كأحد أبناء الثورة المباركة!! لعن الله المصالح وأين الكردى وحسن عبدالرحمن؟! ولكن تأسيس «عمرو» لحزبه أبدى كان يرى فى نفسه رئيساً لمصر! ريللى والله!! ولكنه بسرعه أدرك أن الوقت لم يحن، فأعلن اعتزال العمل السياسى بعد سلسلة مواقف ماسخة! هيواى يا عمرو؟ من غير ليه، ثم فجأة ومع مجىء 30 يونيو، يختفى عمرو ويبرر ذلك بوعكة صحية أخرست لسانه عن التصريح بأى كلام مباح أو غير مباح! كعادته يدرس عمرو الموقف ليعرف لأى لون سيتغير، -شاطر يا عمرويا- وهكذا اختفى، وظننت مجدداً أن «عمرو» أدرك أنه قد انكشف وبان، وأن عليه الصمت والتوارى عن الأعين والاكتفاء بما قسم الله له من ملايين الدولارات من سبوبة الدعوة -وبرامج الدين والبزنس-، إلا أن «عمرو» فاجأنى يوم الجمعة الماضى بأنه رجل لا يموت ولا ينتهى ولا يستحى. تماماً مثل مستر إكس بتاع فؤاد المهندس هاف نو إند. حيث استقبلت على هاتفى رسالة من «عمرو» يقول فيها إنه يتشرف بدعوة سيادتى لحضور عشاء خيرى فى فندق الماريوت بالزمالك يوم 1 ديسمبر بعنوان: «حق أهل سينا علينا»! يا حبيبى! وأن من بين الحضور الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس واللواء عبدالسلام المحجوب، محافظ الإسكندرية الأسبق، وعدد من المحافظين ورجال القوات المسلحة ورجال الإعلام والمال فى المجتمع مع فقرة غنائية لآمال ماهر!!! يا صلاة الزين يا صلاة الزين، وبغض النظر عن دأب وكد هذا العمرو فى البحث عن أى دور وشو إعلامى يعود به للأضواء، وبغض النظر عن عدم وجود أى علاقة بين فندق الماريوت فى الزمالك بعاصمة المعز، وبين أهل سينا القابعين على بعد مئات الكيلومترات فى ظروف لا يدركها ابن خالد عاشق معيشة الخمس نجوم! تعجبت من تلك القدرة على العودة والظهور وكأن ما مضى كان يخص آخر غيره، ومن قدرته على التواصل بشخصيات تصدق ادعاءاته. ولكن ولِمَ العجب وقد خلق الله الكثير من الزواحف القادرة على تغيير اللون حسب المزاج النفسى والحالة الفسيولوجية والرغبة فى الاختفاء وحماية المصالح، ويبقى السؤال: هل ما زال هناك من يصدق تلك الكائنات، أم أن فى اللعبة توازنات تحتم عودتهم؟!