البرامج الفنية فى مفترق الطرق
شريف ونادية
من حينٍ إلى آخر ينتقد البعض البرامج الفنية المذاعة على القنوات المصرية، متهمين إياها بأنها دون المستوى ولا تُقدم شيئاً جديداً، أو تُجرى لقاءات مع كبار النجوم، لأسباب قد تكون اقتصادية، أو متعلقة بالعجز عن تقديم أفكار جديدة.
وتقول الدكتورة إلهام يونس، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بالمعهد الدولى العالى للإعلام: إن هناك نوعاً من البرامج الفنية يعتمد على محاورة النجوم، وتكون عبارة عن «إعادة تدوير» لبعض الحوارات القديمة، ولا تُقدم معلومة إلا القليل، من انطلاق الحلقة وحتى نهايتها.
وترى «يونس» أن بعض البرامج الفنية تشبه بعضها البعض، ويشوبها النقص فى الإعداد وابتكار فكرة جديدة تُقدّم للمشاهد، لافتة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت منبراً للدعاية للمؤسسات الإعلامية، وهناك العديد من البحوث والدراسات وجدت علاقة قوية بين نجاح البرامج ووجود صفحات لها على تلك المواقع.
إعلاميون: ارتفاع أسعار النجوم وضعف الموارد المالية أبرز العقبات
من جانبه، قال شريف نورالدين، مقدم برنامج «أون سكرين» المذاع على قناة «ON E»: إن وجود أكثر من برنامج فنى، يُعد أمراً صحياً، لمواكبة النشاط الفنى الذى تشهده الساحة مؤخراً، «من الضرورى وجود آلة إعلامية تعكس ذلك الجانب، فالبرامج الفنية فى مصر تهتم بالشأن المحلى إلى حدٍّ كبير، ولا يمكن مقارنتها ببعض البرامج العربية التى ترصد الأخبار الفنية فى الوطن العربى، من حيث نوعية المحتوى المعروض وطريقة تناوله وتنوعه أيضاً والحرفية والمهارة فى التقديم، فكل هذه العناصر تتحكم فى مدى التأثير على الجمهور.
وأضاف: «البرامج الفنية فى حاجة إلى دعم من قِبل العاملين فيها، وكذلك فى الصناعة والقنوات، وصُنّاع الفن يجب أن يسهلوا عمل فريق البرنامج، ودخولهم إلى مواقع التصوير، لظهور المحتوى فى شكلٍ احترافى، وكذلك من الضرورى أن يسعى العاملون فى البرامج الفنية، نحو تقديم أفكار جديدة ومختلفة».
بينما قالت الإعلامية شيرين سليمان، مقدمة برنامج «عين»، الذى يُعرض عبر قناة «الحياة»: إن «كل برنامج فنى له شكل وجمهور معين، وطريقة مختلفة فى تغطية الأحداث الفنية، فهناك اختلافات بين النشرات والسهرات الفنية، وطريقة إعدادها وتقديمها أيضاً».
وأشارت إلى أن تطوير البرامج الفنية يتطلب الابتعاد عن التقليد، وأن يقدم كل مذيع المحتوى الإعلامى بالشكل الذى يليق به، بالإضافة إلى ضرورة إجراء دراسة أو إحصائية عن الجمهور المستهدف واهتماماته.
وقالت الإعلامية نادية حسنى، مقدمة برنامج «بالألوان الطبيعية»، المذاع على قناة «دريم»، إن مستوى البرامج الفنية شهد تراجعاً فى الفترة الماضية، بسبب تدخّل برامج الـ«توك شو» فى المضامين التى تقدّمها، مشيرة إلى أن مقدمى تلك البرامج يقدّمون أخباراً فنية، ويجرون حوارات مع الفنانين، الأمر الذى جعل البرامج المتخصّصة على «الهامش»، بالإضافة إلى الجانب المادى، فالفنان قد يحصل على مبلغ ضخم مقابل ظهوره على الشاشة.
وتابعت: برامج الـ«توك شو» تحصل على «تورتة» الإعلانات، فالبرامج الفنية يكون نصيبها قليلاً جداً، مقارنة بها، إذ إنها لم تحقق أى أرباح، لافتة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى تُسهم فى زيادة نسب المشاهدات، قائلة: «من غير السوشيال ميديا برنامجى يموت.. ده بيعمل دعاية مجانية».