أمام التلفاز، أو داخل قاعة السينما، يجلس الصغير وعينيه تلمعان، تراقبا في شغف كل تفاصيل المشاهد المتتابعة، حركات وتعابير الأبطال، وبعد تتر النهاية، تبدأ اللعنة تظهر عليه، قد يرتدي ملابس مختلفة عنه، ويتحدث بطريقة أخرى، يدخل في شخصيات أخرى، ويقلد مشاهد حفرت في ذهنه.
أحمد حسن، شاب مصري، وممثل واعد جعل شغفه بالتمثيل والفن، تحدى يقترب تحقيقه يوم بعد الأخر، ترك وظيفته الآمنة كمساعد تدريس في مصر وقرر السفر بمفرده للولايات المتحدة، ليسطر اسمه من داخل مدينة "هوليود"، إمبراطورية صناعة السينما العالمية.
كانت البداية في أواخر عام 2016، عندما حصل جائزة أحسن مشروع تخرج من جامعته الأهرام الكندية، كان فيلم قصير "الرحلة" عن قصة قصيرة ليوسف إدريس، والذي حصل على جائزة وزارة الثقافة لأحسن مشاريع التخرج على مستوى الجمهورية، ثم توالت عدة مشاريع صغيرة له منها "استكتشات كوميدية، وأفلام قصيرة ووثقائية".
كانت مشروع التخرج هو الدافع الأول، و"العلامة" الأولى التي أنارت له الطريق، فبعد أن كتب سيناريو الفيلم، "حصل خناقات الجروبات المعتاد عليها في مشاريع التخرج، وانتهت أنهم واختاروا حد تاني إنه يمثل دور البطولة، واشتغل فعليا، لكن قبل التصوير بيوم، اتخطب الولد البطل في عينه، وإصابته منعته من التصوير، وبعدها أخدت أول جائزة في حياتي، وحسيت إنه بيقولي كمل هتوصل"، روى أحمد لـ"الوطن".
يضع أحمد، أمامه التحديات التي تصل به للعالمية، ليس مجرد نجاح جماهيري "عادي"، سافر إلى الولايات المتحدة عدة مرات، ثم بدأ أن يفكر في طريق "هوليوود"، هو الإثبات إذا كان موهوب حقًا أم مجرد هواية يحبها، "في مصر ممكن الواسطة تخليني أمثل، ممكن يتدخل المشاعر في تفضيلي من عدمه، لكن أنا كنت عايز أعرف أنا بعرف أمثل ولا لأ"، وأوضح أحمد أنه تم قبوله في واحدة من أفضل مدارس التمثيل في هوليوود "أكاديمية Edgemar للفنون"، كان يدير المدرسة من قبل لاري موس، الذي درس معه لليوناردو دي كابريو، وتشرف عليها الآن، "Michelle Danner" وكما درس فيها العديد من النجوم مثل سلمى حايك.
كان التحدي الثاني، هو الخروج من الصور النمطية للممثلين العرب في هولييود، إما إرهابي أو لاجئ، قال أحمد: "كان أول تحدي مختلف عن العادي، دور لاجئ من كوبا، كان لازم اتقن لهجة (الإنجليزية الإسبانية)، ابتديت أركز مع صحابي الأسبان هنا، واتكلم معاهم، وأخد منهم، واتعود إن دي هي طريقة كلامي العادية"، مضيفًا: "في ضمن الفصول، أول مرة شافتني، المدربة "Michelle Danner"، ادتني اسكريبت لإرهابي، كنت مضايق، بس حبيت أثبتلها إني أعرف أعمل أكتر من الصور الذهنية، وبعد كام تدريب اعتذرت لي عن إنها حطتني في القالب ده، وقالت لي: لو في أي ممثل عربي من اللي أنا شفتهم، عنده قدرة تغيير الصورة للي عارفينها، فأنت عندك القدرة دي أحسن منهم".
شارك أحمد، في فاعلية "comic-cons"، التي تجمع أشهر ممثلين في هوليوود، وقدم عرض إرتجالي، والذي ليكون هو المصري الوحيد الذي وقف على أحد أكبر مسارح لوس أنجلوس "staples center"، وعرض عليه مسرحية غنائية "LaLa Lando".
يحلم أحمد، بالوصول للعالمية، والحصول على جائزة الأوسكار، ليس مكتفيًا بمجرد ترشيح اسمه لإحدى الجوائز فقط، كما يعمل على النجاح في تغيير صورة العرب، "المخرج ميخدنيش في دور على بعرف أتكلم عربي، لأ لأني ممثل كويس".
تعليقات الفيسبوك