أسوان.. تشويه «عباس العقاد» بـ«دهان البوية» على أيدى عمال الوحدة المحلية.. والمحافظ يتدخل لإنقاذه
تمثال الأديب عباس العقاد
«جه يكحلها عماها»، مثل شعبى دارج فى مصر، يعكس حال كل من يريد تجديد أو ترميم وتحسين صورة جميلة، لكنه لا يعرف كيف يفعل ذلك، فيغير ويبدل الجمال إلى قبح، وهذا هو ما شهدته محافظة أسوان، تحديداً بداية نوفمبر 2015، فى منطقة «العقاد»، التابعة لحى جنوب مدينة أسوان، فبعد أن تم تطوير المنطقة، أراد بعض عمال الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان دهان وتجميل التمثال النصفى لعملاق الأدب العربى «عباس محمود العقاد»، الذى ظل حبيساً داخل المخازن لسنوات طوال، حتى طاله الإهمال، ومع تطوير المنطقة بدأ عمال الصيانة، ومعهم «فنى الجرانيت» بمجلس المدينة، فى دهان وتجميل التمثال، تمهيداً لوضعه فى أكبر ميادين المنطقة التى تحمل اسمه.
ووسط احتفالات شعبية مساء يوم الخميس 5 نوفمبر من العام ذاته، أزاح محافظ أسوان السابق، اللواء مصطفى يسرى، الستار عن التمثال، وفى حضور «عبدالعزيز العقاد»، من أسرة الأديب الراحل، والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، إلا أن الجميع فوجئوا بموجة سخرية من الحضور، والعديد من أبناء أسوان على مواقع التواصل الاجتماعى، من منظر وشكل تمثال «العقاد» بعد عملية الترميم والتجديد، الأمر الذى تطور إلى انتقاد الفنانين التشكيليين والمثقفين، حتى وزير الثقافة، فما كان من المحافظ إلا أن أصدر قراره بإسناد إعادة التجميل ودهان التمثال مرة أخرى للفنان التشكيلى ابن أسوان، المهندس «رجب سيد»، وبالفعل أعاد دهان وتجميل تمثال العقاد خلال 24 ساعة، ليعيد إليه قيمته التاريخية.
الفنان رجب سيد أعاد للتمثال قيمته خلال 24 ساعة.. ويطالب بإخضاع الصيانة للمتخصصين
وعن هذه الواقعة، تحدث الفنان «رجب سيد» لـ«الوطن» قائلاً: «تعلمنا من أساتذتنا والدكاترة فى الجامعة، أننا لا بد أن نقول شكراً لأى فرد قام بعمل ومجهود، فالعامل الذى قام بدهان وتطوير تمثال العقاد أخطأ، لكنه على قدر مجهوده وفكره، لأنه بمساعدة بسيطة من رجال الصيانة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان، فلازم نقول له شكراً، ونقول لهم أيضاً شكراً لمجهودكم».
وعن التشويه الذى تعرض له تمثال عملاق الأدب العربى، بدعوى تجديده، أوضح: «ماينفعش نحدد معالم الوجه بألوان مختلفة، لازم هيطلع مشوه بالمنظر اللى شُفناه»، وتابع: «بدأنا طلاء التمثال باللون النحاسى الكامل، حتى يشعر المواطن بأنها مصبوبة صباً بهذا اللون، وحتى لا يشخص الناظر للتمثال بألوان فى العين أو الأنف أو الشعر ماينفعش». وأضاف أن أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالتمثال، تضمّنت إنشاء ساحة مشاهدة، مجهزة بمقاعد خشبية، ومزودة بكشافات إضاءة، لإبراز قامة وقيمة التمثال، الذى تم وضعه على منصة من الجرانيت الأحمر الأسوانى، وسط الميدان الرئيسى بحى «العقاد».
واختتم: «المفروض أن الأعمال دى تكون تحت إشراف متخصصين، مش أى عمل فنى يقدر أى حد يعمله، المسألة دراسة وفن وخبرات لسنوات، حتى نصل إلى هذه الدرجة من التذوق الفنى».