موروثنا الثقافى متيما بالمقابلات.. شئ فى مواجهة آخر! "كل عين قصادها صباع "!
الأهلى والزمالك.
الحكومة والمعارضة.
ناقر ونقير.
حسانين ومحمدين.
فول وفلافل.
حبوب منع الحمل والفياجرا.
و.. و.. على امتداد هذا التقسيم يأتى الرجل والمرأة!
المرأة نصف المجتمع.. الرجل النصف الآخر! الأطفال خارج التقسيم.. ولأن حكاية أن "المرأة مثل الرجل" لم تعد مقنعه! بل أن "مثل" أصبحت كلمة مشبوهة.. اعترض عليها للأسباب الآتية:
أولا: قف يا عزيزى فى أى طابور "السجل المدنى.. التأمينات.. البوستة يوم صرف المعاشات"! أى مصلحة حكومية من تلك التى ترفع فى وجه الجمهور لافتة "الصبر جميل".. يهدر حولك طابور طويل عريض.. يسد عين الشمس! أنت الآن وبعد أكثر من ساعتين ونصف.. استهلكت فى تجفيف العرق ٤ علب مناديل! وتدخل كم القميص لإنقاذ الموقف أكثر من مرة! فى تلك الأوقات المريرة.. يشق الطابور رائحة بارفان حريمى معلنا قدوم أنثي! تقف وحدها وبراءة الأطفال فى عينيها! وحسرة الدنيا تطق من عيناك شررا! تقف وحدها فى طابور مستقل.. وكأنها وقفت بالوكالة عن نصف المجتمع! وبينما تنهى أوراقها فى ثوان.. ينسحب البارفان إلى الخارج كظلال تتلاشى فى الهواء الطلق.. فيما تظل واقفا.. مختنقا فى طابور رجالى مشلول.. وأمامك وقتا طويلا تتأمل فيه حكمة ذلك الصبر الجميل!.. وتدرس فيه العلاقة الديناميكية.. بين الصبر والتأنى والسلامة.. وتحتسب على كل من قال (مثل)!
ثانيا: المرأة فى مجتمعنا ليست (مثل) الرجل! فوق الرجل! زمان طالبت بعض الجمعيات النسائية -التى تعاطفت مع المرأة- طالبت أن تكون المرأة مثل الرجل! لكن الدنيا تغيرت.. بعض الرجال يطالب بـ"المثلية" يتشبه بالنساء.. يطيل شعره بطريقة ملفتة.. يضفره.. روج خفيف أحيانا.. انسيال فى المعصم.. سلسلة فى العنق.. وراجت بين الأولاد أسماء من نوع "ثناء.. ريهام.. وفاء.. و.. و..".. كما ذاعت عمليات التحول الجنسى.. يدخل المستشفى "سمير".. يخرج منها "سمر"! وذلك كمحاولة للاستفادة من المزايا التى تتمتع بها المرأه! وفى المقابل لن تصادف فتاة واحدة أجرت عملية تغيير هوية! أو بنت اسمها عبد الحفيظ! تطرف بعض الشباب من خلال حفل التجمع الشهير.. حيث أمل البعض أن ينتهى الحفل نهاية سعيدة فى أحد مستشفيات الولادة! بينما رأت الحكومة أن تنهيه نهاية بوليسية على النحو المعروف.. وهو ما جعل البعض يلعن كلمة مثل ومثلية بوصفها كلمات قبيحة!
ثالثا: المرأة الآن مخلوق قوى على كافه الأصعدة.. لم تعد الجمعيات والمنظمات الحقوقية تدافع عنها من منطلق الإيمان بقضيتها.. بل من باب الخوف منها! راجع صفحات الحوادث فى الجرائد اليومية.. المرأة فاعل أصلى -لا محرض فقط- فى أغلب جرائم القتل والخطف والسرقة بالإكراه.. لهذا أصبحت تغازلها إعلانات الوظائف الخالية.. مطلوب سكيرتيرة.. مديرة منزل.. طبيبة.. مروضة حيات بمرتبات مجزية.. يقصد إتاوات مجزية! بما شجع بعضهم يستعين بالمرأة فى شغلانة بودى جارد! ثم تعجب أن بعضهم لا زال يقول مثل الرجل!
رابعا: .من خلال القوى الجديدة الخارقة للمرأة.. لم تكتف بالاستيلاء على مقاعد الأتوبيس.. (عدا المقاعد المخصصة لكبار السن والمعاقين).. حيث تنازلت عنها للرجل! بل استولت على الكراسى الوظيفية.. شغلت منصب العمودية! والمأذونية! أصبحت وزيرة وعضوة فى البرلمان! وأصبحنا أمام مشهد اجتماعى جديد.. المرأه تعمل.. والرجل لا يعمل.. المرأة تعمل بالاسم.. والرجل لا يعمل بالاسم والفعل.. انتقلت المرأة فى آداءها الوظيفى من شغل التريكوه.. إلى دور جيم على الموبايل مع لاعبه برازيلية! أو تجلس علة المكتب تنقى رز! وتقللى بطاطس.. وفى الأرياف تربى كتاكيت! وبهذا نقلت شغل البيت إلى المكتب.. انخفض مستوى الانتاج.. وارتفع منسوب المساواة.. والرجل على المقهى.. وعرف المجتمع ظاهرة المرأة المعيلة.. ولأن المرأة عمليا لا تعمل.. والرجل عمليا ونظريا لا يعمل.. فقد تحققت لأول مرة المساواة فى مصادفة تاريخية نادرة.. وربما لهذا السبب احتفظت المعاجم حتى الآن بكلمه (مثل)!