أنت لا تعرفهم، لكن سمرة وجوههم تشى بأسرار الحنين إلى طمى الأرض الطيبة، التى ودعوها مع دعوات «الأم».. وذهبوا لتأدية الواجب. «جنود» بعضهم تطوع لخدمة الوطن وهو «شرف»، والآخر يؤدى فترة التجنيد، شباب فى عمر الزهور، لم ينتمِ لحزب، ولا يعرف الطريق إلى عالم «الفيس بوك والتويتر»، ولا سمع عن منظمات «حقوق الإنسان».. ولا هى بالطبع تعرفه أو تعترف بحقوقه.
فيهم ناس «غلابة»، طحنهم الفقر، والجنيهات القليلة التى ربما لا تكفى رحلة «الزيارة»، الموت يتربص بهم -كل ثانية- نكاية فى «الثورة والثوار».. وهم قانعون فى حالة رضا تام بـ«الشهادة» فى سبيل الوطن!.
لا يعرف أيهم أين سيدفن، ولا كيف ستكرم عائلته.. بل لا يعرف من يعيلهم من بعده.. لكنهم مؤمنون بالقدر، واثقون فى أوامر «القائد»، يقدمون أرواحهم نيابة عنا.. ربما لنتفرغ نحن لحل إشكالية: (25 يناير أم 30 يونيو)!!.
نحن من ثرنا على الطاغوت «مبارك»، وفرطنا فى ثورتنا ليسرقها «الإخوان»!!.
نحن من قدمنا أكثر من ألفى شهيد فى 25 يناير، دون أن نكتشف أننا لعبة فى يد أجهزة مخابرات عالمية وأننا انزلقنا إلى مؤامرة عالمية اسمها «الربيع العربى»!.
تركنا الشاشة لـ«أثرياء الثورة»، يتاجرون بثورتنا فى الغرب ويقدمون خدماتهم لأمريكا ويتحالفون مع الإخوان والأتراك والإرهابيين.. بزعم أنهم «النخبة»!.
نحن من صنعنا من: (إسراء عبدالفتاح، وأسماء محفوظ، وأحمد ماهر، وعلاء عبدالفتاح.. وآخرين) أبطالاً ونجوماً.. ثم تصالحنا مع «الفلول» لإسقاط دولة الفاشية الدينية وحين نجحت ثورة 30 يونيو قفز عليها كل (من هب ودب)!.
يوم 3 يوليو كنت فى ضيافة الإعلامى «معتز الدمرداش»، ننتظر خطاب الفريق أول «عبدالفتاح السيسى»، وانضم إلينا -بعد البيان- المناضل «جورج إسحق»، و«أحمد ماهر» مؤسس الحركة الشهيرة بـ(6 إبليس).
كان الاستوديو -بمعداته وبشره- يتراقص فرحاً، بينما كان «ماهر» كمن خرج من «صدمة كهربائية»، وجهه يكتسى باللون الأزرق!!.
وبعد أن تكشفت أوراق الخيانة، ودخل «مرسى» وعصابته الإرهابية الزنازين، بدأت رائحة أموال الإخوان «العفنة» تظهر.. لم نر واحداً من السادة الليبراليين- أنصار حقوق الإنسان ينعون مجنداً أو ضابطاً وعلى رأسهم «البرادعى»!!.
لم يكتب أيهم «تويتة» تدين الإرهاب وقتل الأبرياء، لكن «أحمد ماهر» خرج يندد بقطع مصر للعلاقات مع «تركيا»، ويشير إلى أن علاقة مصر الدبلوماسية والعسكرية بإسرائيل جيدة.. (يا رااااااااجل)؟!.
ألم تر شريط الفيديو، المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، لرئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق «إفرايم هاليفى» وهو يبرر مغادرتك اللقاء الذى عقد فى سبتمبر 2013 ويدعوك بـ«الزميل»؟!.. ألم تسمع الناشطة التى قالت إنك أخبرتها بأنك: (متهم من قبل السلطات المصرية بأنه «جاسوس» وأن جلوسه مع رئيس الموساد سيجعل موقفه أسوأ).. لماذا لم تكذب.. هل تخشى غضب «إفرايم» أم تخشى أن يتم تحقيق رسمى فى هذا الفيديو؟؟.
نحن نعلم أن عدد شهداء الشرطة خلال الفترة من 25 يناير 2011 حتى 16 نوفمبر الجارى، 393 شهيداً.. لكن ترى كم عدد الخونة والمرتزقة والعملاء؟ ولماذا إسرائيل تحديداً، «أسماء محفوظ» تتهكم على الوثيقة التى نشرها العقيد «صبرى ياسين» على «الفيس بوك»، والتى تثبت تورطها فى الخيانة لصالح إسرائيل، وتقول: إن ما أغضبها أن الوثيقة حددت أجرها بـ2000 دولار!!. يقول الشيخ «جابر شلتوت» إن جيش مصر هو «جيش الإسلام»، وإن شهداء الجيش والشرطة من الأعين التى لا تمسها النار، لأنها باتت تحرس فى سبيل الله.. لكننا لا نعرف ماذا يقول القانون فيمن خانوا وباعوا الوطن.. وبكل تبجح ما زالوا يهاجمون الجيش والشرطة؟!.
حاكموا «الخونة» من «النشطاء».. حتى ترتاح أرواح «الشهداء».