فى معركتنا الدائمة ضد الإرهاب يجب أن تتكاتف السواعد والعقول مع السلاح لوقف خطر التخلف والإرهاب لكننا نرى بعض المسئولين فى الحكومة والمعارضة والبرلمان والإعلام لا يهتمون بالتدقيق فى قراراتهم ومواقفهم وتعليقاتهم على الأحداث ونفاجأ بأنهم يطلقون نيراناً ضخمة على مسيرة الوطن تربك المواطنين وتزعج الآمنين وتضر بالسياسة العامة للدولة..
وقد أصبحت ظاهرة يومية نراها مع كل حدث يحوز اهتمام الرأى العام..
ففى تطورات قضية سد النهضة سارع مسئولون وإعلاميون إلى تفسير خاطئ لخطاب رئيس وزراء إثيوبيا وانطلقت نيران صديقة من «اليوم السابع» تؤكد أن السد لن يقوم وخلفها سارت «صدى البلد» و«النهار» ووسائل التواصل الاجتماعى وغيرها.. وانفجرت موجات من التشفى والحنق، ثم اكتشف الجميع الخطأ وأن الحقيقة هى توقف البناء لأسباب سياسية وإدارية ومالية وسيعود البناء وحكومة مصر تساند إثيوبيا وسافر وزيران مصريان كبيران لإثيوبيا!!
ومن تبرعوا بالفتوى فى الحالتين يمثلون إزعاجاً لصانع السياسة!!
وفى مشكلة النجم الكروى العالمى محمد صلاح نجد ذات النيران الصديقة تندفع أولاً لتنتقد بعنف اتحاد الكرة ومعظم أعضائه ثم تندفع مرة أخرى لتهيل التراب على صلاح النجم المصرى الأصيل الذى يمثل نموذجاً للشباب فى كل العالم.. وفى الحالتين لا يقدم لنا مسئول أو إعلامى معلومات عن المشكلة وكيفية حلها بما يرضى الحق والحقيقة ويحفظ سمعة الوطن والرياضة وما يتعلق بسمعة كرة القدم بشكل عام فى مصر.
ونيران صديقة أخرى مع سيل الجرائم البشعة التى أصبحت الاهتمام الأول لوسائل الإعلام العاملة فى مصر خلال الشهر الماضى والمبالغة فى تتبع تفاصيل الحادثة وإفراد الصفحات والساعات التليفزيونية وتعدد المصادر لمناقشة الحادثة ونسى الجميع أن التركيز على الحوادث بهذه الكيفية يصيب المواطنين بالفزع والهلع وعدم الأمان مع ما يستتبعه هذا من تأثير سلبى على الأمان الشخصى وأمان المستثمر والأطفال والمجتمع بكل فئاته، بل إن التوسع فى نشر الجرائم يسهل ارتكاب المزيد منها.. فهل هذا يتوافق مع السياسة العامة للدولة؟
وفى حالة النجم السينمائى محمد رمضان نموذج آخر لطبيعة النيران الصديقة التى تخرب الذوق العام، خاصة لدى الشباب.. ونعرف أن رمضان حاز على شعبية ضخمة لدى الشباب الذى يقلده فى الشكل والسلوك كما حاز رمضان على تقدير رسمى من كبار مسئولى الدولة.. وفجأة تحول رمضان إلى ناكر لفضل كبار النجوم قبله ثم أغنية قالها تؤكد ذلك ثم هجوم عنيف ضده.. وكل هذه النيران ممن قالوا عنه المديح ألواناً.. ولم يهتم أحد بتأثير ذلك على المعجبين برمضان فهل لو قلده الشباب فى هذا السلوك المرفوض سيبقى للاحترام مكان فى مجتمعنا؟؟
وعلى الإسكان نيران صديقة كل يوم فهذا يشكك فى مواعيد تسليم الشقق وآخر يقدم شركات استثمارية نصبت على الناس وذاك يفرض ضريبة عقارية أخافت المستثمرين وأضرت بسوق العقارات ضرراً شديداً..
والإشكالية فى الأمثلة المتنوعة التى قصدت أن تكون معبرة عن قضايا متعددة ومهمة أن من يطلقون النيران الصديقة هم أنفسهم من يؤكدون أنهم سند للنظام وللوطن، ولأن لا أحد يرصد ويقيم تأثير المخاطر على المجتمع تزداد الشائعات ويرددها مطلقو النيران الصديقة ذاتهم..
حذارِ يا سادة من النيران الصديقة..
والله غالب.