الشهيد «أحمد حمدى» هو بطل عظيم قام فى حياته بإنجازات عسكرية كبرى، لكن أفضل أعماله هى ابنه المحترم السيد «عبدالحميد»، وهذا الابن هو زوج ابنة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وأحد أفضل رؤساء جهاز المخابرات العامة.. «عبدالحميد أحمد حمدى»، شخص مهم وناجح للغاية فى حياته، فضلاً عن ثقافته العالية وتربيته المميزة.. وهو ممن يمكنهم بسهولة، وبالكثير من الثقة، أن يقولوا لأى شخص فى أى موقف تصادمى: «انت مش عارف بتكلم مين؟»، لكنه بالطبع لا يفعل.. وقد حكى منذ أيام على موقع التغريدات القصيرة «تويتر» عن قصة سخيفة حدثت معه على أحد الشواطئ، بطلها أسرة من الأثرياء الجدد، محدثى النعمة، انتهت بأن قالت له إحداهن: «انت مش عارف بتكلم مين؟».. وهو أمر يدعو للضحك على حالها والرثاء على حالنا، فنحن مجتمعات متأخرة عنوان علاقاتها الاجتماعية هذا التساؤل البائس: «انت مش عارف بتكلم مين؟».. هذه العبارة تتلاشى بتقدم المجتمع، فالإعلان عن الذات لا يكون إلا للضرورة.
يوماً ما مر «دوايت أيزنهاوز» بجبهة القتال بأوروبا فوجد مجموعة جنود يعملون فيما يوبخهم قائدهم صغير السن، فترجل «أيزنهاور» عن سيارته وساعد الجنود فى عملهم، وحين سأله القائد عن شخصيته قال له: «أنا القائد الأعلى لقوات الحلفاء فى أوروبا». البعض يخلط بين التواضع والضعف، فقبل واقعة أيزنهاور بأكثر من عقدين، كان المهراجا الهندى «جاى سينج» يتجول بملابس هندية متواضعة بلندن حين قادته قدماه لمعرض لسيارات «رولز رويس»، فسأل عن سعر إحدى السيارات التى أعجبته، فما كان من البائع إلا السخرية منه وإهانته لفقر مظهره. فجاء رد المهراجا قاسياً إذ اشترى عشر سيارات من المعرض نفسه وقام بشحنها للهند وخصصها لنقل القمامة بعد إزالة سقفها.
ومن الواضح أن الشخص ذا القيمة الحقيقية لا يُعلن عن نفسه ولا يطلب من الناس أن يعرفوا من هو إلا وقت الضرورة فقد كان الأمريكى «هنرى فورد»، مخترع السيارة، بأحد الطرق حين وجد أحدهم وقد تعطلت سيارته، فعرض على صاحب السيارة المساعدة، فشكره الأخير وقال له إنه خبير بالسيارات. وفى رحلة عودته من الطريق ذاته وجد السيارة المعطلة نفسها، فنزل هذه المرة وأصلح العيب بسهولة وحين ذُهل صاحبها الخبير قال له فورد: «لا تحزن فأنا من اخترعها».
هذه القصة تشبه ما حدث مع رجل الأعمال الإنجليزى «ريتشارد برنسون» حين خرج لتوه من غرفة التدخين بأحد المطارات قبل ركوب الطائرة فوجد أمامه رجلاً يقول له إنه لو جمع كل المال الذى أنفقه على السجائر طوال عمره لكانت الطائرة التى سيركبها ملكه. فسأله ريتشارد: «هل تدخن السجائر؟».. فأجاب الرجل بالنفى، فاستفسر ريتشارد: «هل تملك أنت تلك الطائرة؟».. فأجاب الرجل مرة أخرى بالنفى.. هنا قال له ريتشارد: «أشكرك على نصيحتك، ولكننى أدخن السجائر وأمتلك تلك الطائرة أيضاً».. وبالطبع «ريتشارد برنسون» هو الملياردير مالك شركة طيران «فيرجن» كلها.. عزيزى القارئ: انتظرنى الأسبوع المقبل، ولا انت مش عارف بتقرأ لمين؟!