ما الذى يمنعهم من التحدث؟ هل لأن المجتمع اعتاد على أن التحرش فعل ذكورى تجاه النساء، وليس العكس؟
دار السؤال فى أذهانهم، وهم يفكرون فى إطلاق حملة تدوين عن التحرش بالرجال، على غرار الحملة التى انطلقت لرصد التحرش بالنساء، لكنهم تراجعوا فى اللحظة الأخيرة: «عشان ما نتفهمش إننا بنبرر للتحرش، إحنا رافضين التحرش كفعل ضد الرجل والمرأة».
يضحك عبدالرحمن سمير، وهو يتذكر الوقائع التى تعرض لها: «أقول إيه بس، حد يصدق أن واحدة اتحرشت بيّا فى أوتوبيس نقل عام، كنت راكب رايح طلخا، لقيت واحدة قلعت شبشبها، ولعبت بصوابعها فى رجلى من تحت رجل البنطلون». لم يتخذ «سمير» موقفاً حيال ذلك: «سيبتها عادى، أنا مش هخسر حاجة».
العيون الخضراء المميزة كانت نقمة على محمود أشرف، الطالب العشرينى، يروى أنه كثيراً ما تعرض للتحرش: «كنت رايح امتحان الجامعة ولقيت بنتين واقفين لى على طريق الأوتوستراد، بيندهوا عليا وهما فى العربية»، مرة ثانية تعرض فيها للتحرش قرب منزله: «لقيت بنت بتقولى يخرب بيت جمال عنيك».
كريم بكر، الطالب بكلية الآداب، تعرض لتحرش من نوع مختلف: «لقيت زمايلى فى الدفعة بيكلمونى، وبيقولوا لى فى واحدة عايزة تبوسك».
«كريم» سارع بفتح الجروب الخاص بدفعته، فوجد المنشور الذى أرسلته مجهولة لإحدى صفحات جامعة حلوان، تقول فيه: «فيه واحد فى آداب شعره مش طويل أوى كيرلى كده.. أسمر.. يا ريت يا جماعة توصلونى بيه.. أنا لو شوفته هبوسه»، ما أثار سخرية زملائه الذين نبهوه إلى الموقف. يتذكر «كريم» المواقف المحرجة التى تكررت عدة مرات، مثل سير فتاتين خلفه والاقتراب منه: «يا كابتن يا أسمر أنت.. يا حلو أنت» ليتركهما، ويسير فى طريقه.
تعليقات الفيسبوك