«النجار»: بيئة العمل «المكدسة» أساس الصدام بين الموظف والمدير
يلعب المديرون دوراً مهماً فى نجاح مؤسساتهم
بيدهم الخصومات والإنذارات، الإثابات والمكافآت، وعليهم توفير بيئة العمل المواتية الناجحة أو الفاشلة المدمرة.. إنهم «المديرون» أصحاب مهام الضبط والربط داخل المؤسسات.
لم يعترض عبدالواحد العشماوى، مدير التسويق فى إحدى الشركات المصنعة للأجهزة الكهربائية، على أهمية تأثير وجود العنصر البشرى داخل أى مؤسسة سواء كانت صاحبة موارد عالية أو بسيطة.
«هذا لا يمنع من وجود نوعية موظفين دائماً ما تكون مقصرة وغير راضية عن عملهم ومديريهم فى جميع الأحوال، حتى فى حالة حصولهم على حقهم»، كما يقول «العشماوى»، مضيفاً: «فيه موظفين كتير مش مرتاحين فى شغلهم لمجرد إنهم حاسين إن المكان مش اللى يستحقوه، وفيه موظفين راضيين بحالهم لكن مبيطوروش من نفسهم وهيجى يوم والشركة تستغنى عنهم لأنهم هيبقوا غير فعالين، واللى المفروض يحسم الكلام هو إنه يبقى فيه معايير واضحة لجميع الموظفين ومؤشرات أداء توضح فعلا الموظف هذا واخد حقه فى المهمة اللى بيقوم بيها ولا مظلوم».
«العشماوى»، الذى بدأ رحلته الوظيفية بالعمل كمندوب مبيعات، يجد أن عدم هيكلة الرواتب غير المتوازنة تكون أحد أسباب عدم رضا الموظف على مديره، ويرى أن المدير الناجح الذى يستطيع أن يكون قائداً لموظفيه بسلاسة، وحازماً فى التعامل معهم دون أن يكون صلباً، ولديه القدرة على مكافأة المستحق ومعاقبته بشكل يعدل مساره دون أن يولد طاقة كُره وسخط داخله. ويضيف: «للأسف هناك مديرون كثيرون يضعون مسافات بعيدة بينهم وبين العاملين معهم وهذا يؤثر على بيئة العمل داخل المكان بشكل كبير، الموظف المتميز يكون قائد نفسه ولا يسمح لمديره أن يجد تعليقات عليه».
«العشماوى»: الشاطر يقود بسلاسة.. و«حسين»: «الإنجاز محتاج ظبط وربط»
العمل فى بيئة غير مؤهلة أساس حدوث صدام بين الموظف والمدير، وفقاً للدكتور ضيف النجار، رئيس نادى مستشارى الشهر العقارى، التى يجدها تعرقل الوصول إلى الأهداف، وتنشر ثقافة اليد المرتعشة فى جميع مصالح القطاع العام، وتقف وراء ظاهرة الاحتفاظ بأكبر كمية أوراق وفى حالة ضياع إحداها يقع الموظف فى مشكلة ممكن أن تودى بمستقبله الوظيفى.
يقول «النجار»: «القطاع العام بأكمله عبارة عن كمية أوراق متراصة فوق بعضها شكلها فى حد ذاته يصيب الموظف بحالة نفسية سيئة، غير أن الاعتماد على بنية عمل قديمة من القرن الماضى تعطل سير العمل وتسبب الازدحام فى المصالح الحكومية والخناقات اليومية بين المواطن والموظف، اللى دائماً خايف يتكلم فى حقوقه للمدير بتاعه حتى لا يؤذيه، لكن فى حالة التطوير ستتحسن العلاقة بين المدير والموظف».
للعقاب أشكال مختلفة بالنسبة لـ«عبدالمجيد حسين»، مدير التخطيط بإحدى الشركات الخاصة، الذى يقوم بتنفيذها حسب شخصية الموظف، فهناك من يتعظ لمجرد نظرة حادة أو بكلمة، وهناك أيضاً من لم يؤثر فيه سوى الخصم المادى أو حرمانه من الحصول على الحوافز: «بس الموظف عمره ما يحس بتعب مديره ومسئوليته ولا هيغير نظرته ليه، كل الصورة اللى فى ذهنه إنه قاعد جوا مكتب وسط التكييف وبياخد مرتب أعلى منه، مع إن فيه موظفين بيقصروا فى عملهم ويتأخروا.. وبدون الظبط والربط الشغل مش هيمشى».