فى ضوء اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف لحماية تنوع الأحياء «وليس التنوع البيولوجى» فهى كلمة أجنبية وليست عربية ولكن المصريين اعتادوا على تعبيرات الفرانكوأراب، فلا يوجد فى العربية كلمة بيولوجيا فهذا هو علم الأحياء لأن «Bio» هى الأحياء، وكلمة «ology» هى كلمة علم وترجمتها هى علم الأحياء، وكلمة Bio diversity هى تنوع الأحياء ويجب أن تكون لافتات المؤتمر بالعربية كذلك وليس التنوع البيولوجى فهذا خطأ لغوى يمثل استهانة باللغة العربية، ومع هذا الاقتراب أتذكر وقائع اجتماع نظمته السفارة الألمانية من خلال المركز العلمى الألمانى وبحضور السفير الألمانى وحضور منسق مؤتمر الأطراف للتنوع الأحيائى الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، وحضور الدكتورة ياسمين فؤاد بصفتها منظمة هذا المؤتمر آنذاك وقبل أن تتولى منصب وزير البيئة فى مصر، وقد طلبت منسقة الاجتماع أسئلة الحاضرين فكتبت فيها ورقة «معى نسختها حتى الآن» طالباً فيها معرفة ماذا ستقول مصر أمام العالم فى قضايا ثلاث خطيرة:
1- جهود مصر لحماية الطبيعة وحجم الإنفاق.
2- أثر قناة السويس الجديدة على التنوع الأحيائى.
3- أثر تغير المناخ العالمى على ابيضاض الشعب المرجانية وظهور الأنواع الغازية الغريبة على مصر سواء كانت كائنات بحرية أو طيوراً أو حشرات أو فيروسات مثل «إنفلونزا الطيور» أو بكتيريا مثل «السل والكوليرا» التى بدأت تضرب ليبيا والجزائر بعد أن اختفت منذ أعوام الأربعينات والخمسينات فى مصر.
ولكن ما أثار الجدل حقاً وتحدث عنه 3 مشاركين فى جلسة المركز الألمانى هو اللغط الذى سببته تصريحات الوزير السابق عن الاستغلال الاقتصادى للمحميات الطبيعية فى مصر، وعن تشكيل لجنة لتقليص مساحة المحميات الطبيعية فى مصر وعن التنازل عن أجزاء من محمية الغابة المتحجرة التى هى كنز علمى عالمى إلى وزارة الإسكان لبيعها قطع إسكان وعن تنازله عن جزء من محمية وادى دجلة لشركة المعادى للتنمية وجزء آخر لمحافظة القاهرة بمنطقة شق الثعبان، وقد سبب هذا اللغط تعبير هذا الوزير بكلمة «الاستغلال الاقتصادى».
ومن هنا فإن كلمة الرئيس ومكانته الدولية vومصداقيته هى السبيل الوحيد للرد على هذه التساؤلات التى ستدور فى ذهن كل وفد حاضر فى المؤتمر، لماذا جئنا لمصر وهى الدولة التى يدور حول التزامها نحو البيئة والطبيعة لغط خارجى وداخلى؟ ولعلى أتمنى أن أسمع من الرئيس السيسى فى كلمة افتتاح هذا المؤتمر المهم الرسائل التالية:
1- أهلاً بكم فى مصر التى أعلنت حماية الطيور والكائنات الحية ووضعتها ضمن رسوم قدس الأقداس فى كل معابد الفراعنة من النسر والصقر والجعران على تاج الملوك، والتمساح والأسد والنمر يشارك كل المقدسات.
2- أهلاً بكم فى مصر التى شهدت الإنسان الأول فى المعادى وفى الفيوم حيث ما زالت تحتضن كل هياكل الحيوانات التى انقرضت فى العصور الجيولوجية وعلى رأسها حوت سيدنا يونس البرمائى وأقدم حفرية أشجار ونباتات على الكرة الأرضية فى الغابة المتحجرة، وآثار ارتطام النيزك فى الصحراء البيضاء وأقدم كهف بشرى فى تخوم الصحراء الغربية بالجلف الكبير.
3- أهلاً بكم فى مصر الملتزمة بحماية الطبيعة والتى لا تتخلى عن هذا الموروث الإلهى العالمى الذى هو ملك العالم كله بقدر حفاظها على آثار الحضارات الفرعونية والهيلينية والرومانية وشهدت مسار العائلة المقدسة ومسيرة موسى وحفاظ يوسف على حبوب القمح.
4- أهلاً بكم فى مصر التى تعانى من أعاصير وسيول وجفاف وزيادة مياه البحر وغرق أجزاء من شمال الدلتا بسبب ظاهرة الاحترار العالمى التى شاركنا فى باريس، وبمشاركتى كرئيس لجمهورية مصر العربية، فى توقيع اتفاقية حماية المناخ العالمى التى تأمل أن تلتزم بها الدول الكبرى، وأن تقدم لنا الهيئات الدولية المعونات اللازمة للتكيف مع تغير المناخ الذى يحتاج قطاع الزراعة والرى وحدهما إلى أكثر من 35 مليار دولار.
وختاماً: أهلاً بكم فى مصر بلد الإنسان الذى لا يفرق بين أبنائه بسبب الدين أو اللون أو العرق ولا بين حق الإنسان فى الحياة وحق الكائنات كلها فيها.