أكاديميون وخبراء: هذه الجامعات تحتاج رؤية واضحة لربط الخريجين بسوق العمل
الخريجون يبحثون عن منظومة توظيف تنقذهم من البطالة
أكد أكاديميون وخبراء فى التعليم أن الجامعات المصرية بوجه عام تحتاج إلى رؤية واضحة لربط الخريجين باحتياجات سوق العمل حتى نضمن فرصاً وظيفية للخريجين بدلاً من انضمامهم إلى طابور البطالة الطويل الخاص بخريجى التعليم العالى.
قال الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن ربط خريجى الجامعات الخاصة والحكومية بسوق العمل يحتاج حالياً إلى وجود مجلس تنسيقى بين جميع المؤسسات فى مصر، لوضع خطة تربط خريجى الجامعات بسوق العمل خلال السنوات المقبلة، بمعنى أن يكون هناك ممثل للبنوك والصناعات الحديثة والصناعات المهنية والبرمجيات وغيرها، بالإضافة إلى مشاركة عدد من السياسيين والاقتصاديين والتنفيذيين وممثلين عن جميع الجامعات فى المجلس.
وأوضح «مغيث»، أن المجلس يجب أن تتمثل مهمته فى تحديد طرق التدريب وفرص العمل المتاحة للخريجين أثناء الدراسة وبعدها، من خلال وجود خطة معينة تحدد احتياجات المجتمع خلال فترة زمنية محددة، وتحديد التخصصات المطلوبة التى يحتاجها المجتمع أو سوق العمل الخارجية أو الداخلية، والتى من خلالها نضع خطة للتوسع فى إنشاء الجامعات سواء كانت حكومية أو خاصة.
ومن جانبه قال الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن هناك أزمة كبرى تواجه الجامعات الحكومية والخاصة منذ فترة كبيرة، وهى ربط الخريجين بسوق العمل مباشرة أثناء الدراسة بالجامعات أو بعدها، مؤكداً أن فقدان الجامعات لهذه السمة أدى لانخفاض مستوى الخريج المصرى، وجعله غير مؤهل للتنافس عالمياً مع مستوى الخريجين من دول أخرى، بسبب قلة الإمكانيات المتاحة بالجامعات من ناحية المواد العلمية أو المعامل أو دورات للطلاب وهى السبب فى خفض مستوى الخريج.
«مغيث»: مطلوب مجلس يضم ممثلى فئات المجتمع.. و«كامل»: قلة الإمكانيات السبب.. و«حمد»: بدأت تأهيل الكوادر الطلابية
وأكد «كامل» أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية وخطة موضوعة من قبل الدولة بالأعداد المطلوبة لسوق العمل من خريجى الجامعات سواء كانت حكومية أو خاصة، وبناء عليه يتم إنشاء جامعات خاصة جديدة، مضيفاً أن هذه الخطة ستسهم فى رفع كفاءة التعليم الجامعى فى مصر، وأكد أن هناك فجوة كبيرة بين التعليم الذى يتلقاه الطالب فى الجامعات وبين ما يتطلبه سوق العمل من مهارات وتخصصات، مطالباً بوضع خطة زمنية للقضاء على هذه الفجوة.
وتابع عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، أن الدولة يجب أن تحكم السيطرة على الجامعات الخاصة الجديدة «حديثة الإنشاء»، من حيث اختيار التخصصات المطلوبة التى تحتاجها سوق العمل سواء كانت المصرية أو الأجنبية، مؤكداً أنه يجب على الجميع أن يحذو حذو عدد من الجامعات الكبرى مثل الأمريكية والألمانية فى إعداد وتأهيل الطلاب.
وقال الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، إن الجامعات الخاصة بدأت منذ فترة قريبة وبعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاهتمام ورفع مستوى خريج الجامعات من خلال عمل العديد من البروتوكولات والتوأمة مع العديد من المنشآت التعليمية والأكاديمية والمهنية من أجل تأهيل وتدريب الطلاب على إخراج كوادر علمية مؤهلة جيداً للتعامل مع سوق العمل.
وأضاف أن مجلس الجامعة البريطانية يعمل منذ نشأته على تأهيل وتدريب الطلاب وإعدادهم علمياً وعملياً ليتعاملوا جيداً مع سوق العمل بعد قضاء فترة الدراسة، مضيفاً أن الجامعة ستفتتح فى ديسمبر المقبل مركز «واحة العلوم»، لربط الخريج بسوق العمل مباشرة وتأهيله خلال فترة الدراسة بالجامعة، وقال إن الجامعة لديها استراتيجية، تتلخص فى التركيز والاهتمام بتأهيل وتدريب الشباب لسوق العمل، بالإضافة إلى توفير المزيد من فرص العمل.
ومن جانبه قال الدكتور عبادة سرحان، رئيس جامعة المستقبل، إن الدولة فى أشد الحاجة للتوسع فى إنشاء الجامعات الخاصة والأهلية فى جميع المحافظات خاصة الأماكن النائية لإنعاشها، بالإضافة إلى فتح فرص جديدة لسوق العمل، وتأهيل كوادر بشرية مؤهلة للتعامل مع سوق العمل مباشرة، مستطرداً: «محتاجين على الأقل جامعة أهلية وجامعة خاصة فى كل محافظة».
وأكد «سرحان» أنه يجب أن تكون هناك رؤية واحدة من الهدف لإنشاء أى جامعات خاصة أو أهلية، والتى تتمثل فى أهمية وجود تخصصات علمية تهدف لخدمة المجتمع والبيئة المحيطة، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون هناك خطة أيضاً لتدريب كوادر بشرية مؤهلة لتدريب الطلاب والخرجين وجعلهم مناسبين لسوق العمل.
وتابع: «يجب أن يتضمن القانون الجديد وجود عدد من البنود التى تساعد الجامعات كى تربط خريجيها بسوق العمل مباشرة من خلال عمل توأمات وشركات مناسبة مع أماكن مهنية مختلفة تؤهل الطلاب للانخراط فى الواقع العملى».