السرير النحاس.. «نومة العز» تبحث عن زبون فى الألفية الثالثة
«جمعة» داخل ورشته
يجلس الحاج جمعة قرنة، صاحب الـ69 سنة، فى أحد شوارع منطقة العطارين وسط الإسكندرية، لإحياء صناعة تصنيع «السرير النحاس» إحدى الصناعات التى ما زالت صامدة فى الألفية الثالثة، أمام غرف النوم الحديثة، يرفض أن يضيع مجهود والده وجده وتعب سنوات وتعليمهم المهنة على يد الإنجليز الذين استقروا فى مصر قديماً.
«لو كل صنايعى ورث مهنة من والده وظل يشتغلها بفن ويعلمها لأولاده ماكانش فيه مهن هتندثر»، هكذا بدأ «جمعة» حديثه لـ«الوطن» عن صناعة السرير النحاس. وداخل دكان يحمل عبق ورائحة التاريخ بمنطقة العطارين بوسط الإسكندرية، جلس ليروى تاريخ السرير النحاس، قائلاً: «افتُتحت أول ورشة صناعية لصناعة السرير النحاس عام 1918، وهى من أقدم المحال فى الإسكندرية، ويأتى لنا الزبائن من كل مكان ليجدوا دكان الخواجة خريستو سابقاً، الذى يحتفظ بالسرير الإسطنبولى أو النحاسى، مثلما سلمه جده لوالده، ومثلما تسلمته منه، وأستعد حالياً لتسليمه لابنى الأصغر، لتتوالى الأجيال للحفاظ على المهنة من الانقراض».
وأضاف: «مصممين نُعيد صناعة السرير النحاس مرة أخرى لإحياء تراث أجدادنا، ودعماً للسياحة والحفاظ على التراث الملكى، والصنايعى اللى بيروح مايتعوضش، وصنايعية زمان حاجة ودلوقتى حاجة تانية خالص».
وذكر أن «نومة العز» لسه لها زبون، رغم أن المهنة تواجهها صعوبات كثيرة، فالورشة كانت فى القرن الماضى قائمة على 50 «صنايعى وفنان»، وتعمل على مدار 24 ساعة، أما الآن فهى لا تحتمل أكثر من 2 صنايعية بسبب ظروف السوق وانقراض المهنة، وعدم توافر المواد الخام، ولكن ما زلنا نجتهد للحفاظ على التراث الملكى رغم كل الصعوبات التى تواجهنا حتى لا تكون ذكرى سابقة.