غضب بعد تحديد سعر الأرز والمزارعون: مش هنبيع للحكومة
10:05 ص | الخميس 06 سبتمبر 2018
مزارعو الأرز أثناء حصاد المحصول
أثار قرار وزيرى «التموين والتجارة الداخلية» و«الزراعة واستصلاح الأراضى»، حالة من الغضب بين الفلاحين والتجار بعد تحديد أسعار وضوابط تسلم الأرز الشعير المحلى لعام 2018، بسعر 4400 جنيه للحبة الرفيعة وعريض الحبة بنحو 4700 جنيه، وهو ما اعتبره البعض سعراً غير مناسب، فى ظل ارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة، فضلاً عن ارتفاع يوميات العمال والحصيدة، التى لا تتناسب مع ذلك السعر، فيما لفت بعض التجار إلى أنهم لن يتعاملوا مع المضارب الحكومية بسبب الزيادة المعروضة عليهم من المضارب الخاصة بسعر يصل إلى 5000 آلاف جنيه للطن.
يقول على عبدالغنى، أحد المزارعين بمحافظة الدقهلية: «الأسعار الجديدة غير مرضية، وتضيّع حقوقنا كمزارعين، بخلاف أن الأرز يُباع حالياً بأغلى من تلك الأسعار»، مضيفاً: «لا توجد سياسة تسويقية ولا زراعة تعاقدية، وبالتالى المزارع له حق الاختيار»، لافتاً إلى أنه كان يجب على الوزارتين وضع سعر مناسب، نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج، إضافة إلى تخفيض المساحات المزروعة. فيما يقول فكرى الشامى، 57 عاماً، مزارع فى محافظة كفر الشيخ: «التسعيرة غير مجزية، يكفى ما تحملناه من تكاليف سعر السولار لاستخراج المياه الجوفية لرى الأرضى، لأن المياه عندنا مياه صرف ومش صالحة لرى الزراعة، والإيجار غالى، والزراعة كلها غالية، والأرض ماعادتش بتجيب زى الأول».
«عبدالغنى»: السعر لصالح التجار.. و«فكرى»: خسارة كبيرة و«مجدى»: الفدان ينتج 3 أطنان ويتكلف 10 آلاف جنيه
واعتبر مجدى سلطان، 53 عاماً، أحد تجار المحاصيل الزراعية بمحافظة القليوبية: «تكاليف الفدان بتدخل فى 10 آلاف جنيه، ويوم ما يكون الجو حلو الفدان بيجيب من 2.5 إلى 3 طن»، موضحاً المكسب الذى يحصل عليه الفلاح بعد تعب العام: «هيجيب 12 ألف جنيه، يعنى بيكسب من 1000 إلى 2000 جنيه، طب ده يرضى مين؟»، مشيراً إلى أن مصاريف فدان الأرز تضاعفت منذ ارتفاع أسعار المواد البترولية، بسبب اعتماد الأرز على الرى بشكل دائم: «ماكينة الرى لوحدها بتاخد ما لا يقل عن 2000 جنيه علشان نحط لها سولار بس». وأضاف «سلطان» أن التجار يشترون الطن من الفلاح بأقل من سعره بـ3500 جنيه، حتى لا يتحمّلوا مصاريف ترحيله من الأرض إلى المضرب، فضلاً عن إعطاء العمال ثمن التنزيل والإكرامية على حساب الفلاح، مؤكداً أنه بهذا السعر لن يتعامل مع المضارب الحكومية: «معروض علينا بـ5000 آلاف جنيه فى المضارب، والمكان اللى فيه جنيه زيادة هنروحه علشان محدش بيرحمنا فى حاجة». فيما رفض فلاحو البحيرة، الأسعار التى حدّدتها الحكومة لشراء محصول الأرز الجديد هذا الموسم، فحسب ما قاله محمود عقيلة، نقيب الفلاحين السابق بالبحيرة، فإن الأسعار التى أقرتها وزارتا التموين والزراعة، مجحفة للفلاحين، لأنها لا تغطى تكاليف زراعة وحصاد المحصول، كما أنها لا تحقق أرباحاً مناسبة للفلاحين. وحذر «عقيلة»، من عدم إقبال الفلاحين على توريد الأرز الجديد، بسبب انخفاض أسعار الشراء من جانب الحكومة، مما يضطر الفلاحين إلى بيع المحصول للتجار، بمبالغ 5 أو 6 آلاف جنيه للطن الواحد، وهى أسعار تفوق الأسعار التى أعلنت عنها الحكومة، التى تراوحت بين 4400 جنيه و4700 جنيه للطن الواحد من الأرز، مما ينبئ بحدوث أزمة فى المحصول بالنسبة للحكومة، فى ظل عدم توريد الفلاحين للمحصول لوزارة التموين، وبيعه للتجار، وفى ظل انخفاض المساحات المنزرعة بالأرز هذا الموسم، مطالباً وزارة التموين، بتدبير المبالغ المالية اللازمة لشراء الأرز من الفلاحين بأسعار مناسبة حتى لا تحدث أزمة، متابعاً: «كده الحكومة مش هتلاقى أرز تشتريه من الفلاحين».