يحظر قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية (قانون رقم 174 لسنة 2005) توظيف دور العبادة للدعاية للمرشحين، كما يمنع استخدام الشعارات الدينية. فتنص المادة 21 من القانون فى بندها الثانى على «الالتزام بالمحافظة على الوحدة الوطنية والامتناع عن استخدام الشعارات الدينية»، وفى بندها السادس على «حظر استخدام المرافق العامة ودور العبادة والمدارس والجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العامة والخاصة فى الدعاية الانتخابية».
وبالرغم من هذا الحظر الواضح فإن بعض المرشحين للرئاسة المنتمين لتيارات الإسلام السياسى ومناصريهم، وكما فعلت ذات التيارات خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يوظفون المساجد بكثافة للدعاية الانتخابية الإيجابية والسلبية. حين يقال من على المنابر فى الإسكندرية (مسجد القائد إبراهيم) والقاهرة (مساجد الجمعية الشرعية) وغيرهما من المدن، إن انتخاب المرشح الدكتور محمد مرسى أو المرشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح واجب شرعى، والتصويت لغيرهما مخالفة لشرع الله، نصبح مع مخالفة سافرة للقانون وللأعراف الديمقراطية ولحقوق المرشحين المنافسين للإسلاميين فى ألا تمارس الدعاية السلبية وباسم الدين ضدهم. كذلك تستخدم الشعارات الدينية بكثافة فى السباق الرئاسى، فالنهضة هى نهضة إسلامية، وإعادة الإسلام إلى مصر الهدف، وكأن مصر غاب عنها الإسلام، والدولة هى دولة الإسلام وكأن للدول ديناً، أو كأن مصر لا تاريخ مدنياً لها يجمع المسيحى والمسلم.
ومع أن عدداً غير قليل من المصريات والمصريين اكتشف بعد أن بدأ انعقاد البرلمان (خاصة مجلس الشعب) خطأ وخطورة التصويت فى الانتخابات انطلاقاً من شعارات دينية، واستجابة للدعاية بالمساجد، ودون النظر بموضوعية للبرامج والرؤى السياسية والمجتمعية المطروحة. ومع قناعتى الكاملة أن هذا الأمر سيعبر عن نفسه حتماً فى الانتخابات الرئاسية وسيعنى خسارة مرشحى التيارات الإسلامية لعدد معتبر من الأصوات، خاصة حين يعودون اليوم لذات نهج الانتخابات البرلمانية بالدعاية بالدين وفى دور العبادة. على الرغم من ذلك، أطالب اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وهى لها من الصلاحيات ما يكفى ويزيد وما اعترضت عليه بسبب التحصين المسبق الوارد فى نص المادة 28 من الإعلان الدستورى، بتعقب المخالفات التى يرتكبها بعض المرشحين المنتمين للتيارات الإسلامية ومحاسبتهم عليها وفقاً لنص القانون.
على اللجنة العليا واجب المساعدة القانونية فى حماية حق المصريات والمصريين فى الانتخاب بحرية ودون خوف نابع من انطباع مؤداه أنهم يخالفون شرع الله حين يعطون أصواتهم لمرشحين من خارج دائرة الإسلام السياسى.