أثري يوضح لـ"الوطن" تاريخ مقبرة "ميحو": "أهم من مقابر وادي الملوك"
مقبرة ميحو
افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، صباح اليوم، مقبرة "ميحو" في زيارة لأول مرة منذ اكتشافها، وذلك بعد الانتهاء من ترميمها.
وقال بسام الشماع، الخبير الاثري والباحث في المصريات، إن التمثال يظهر حاملًا عصا يصطاد بها الطيور أو رمح يصطاد به الأسماك، وهذا يدل رمزًا لقوته ونفوذه، كما صورت نقوش المقبرة، التي فتحت أبوابها للجماهير، اليوم، وهي مقبرة عائلية، لا تخص "ميحو" وحده.
وأوضح في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن النقوش على تابوت "ميحو" تحكي الكثير عنه، حيث أنه رجل غير عادي، إذ حوت 48 لقبًا له، ومنها كونه وزيرا ورئيسا للقضاة وهو ما عكس إمكانية تقلد منصبين في هذه الحقبة الزمنية، وهي عصر الدولة القديمة.
وتقلد "ميحو" إلى جانب هذين المنصبين، مسؤولية حكم أحد الأقاليم المصرية، والإشراف على مصر العليا، والإشراف على كتابة وثائق الملك "تتي الأول"، والتي كانت مهنة مرموقة في عصر الأسرة السادسة، الذي عاش فيه، وبدأ منذ عام 2325 ق.م، وانتهت عام 2175 ق.م.
كما عاش "ميحو" في عصر الملك "تتي الأول" الذي حكم مصر لمدة 40 عاما صاحب عرش "مري رع" والذي يعني محبوب الشمس، كما أنه من أعطى الامر بأن تكون له بنايات في مناطق، هي: "أبيدوس في الصعيد، وجوباسطس بالشرقية، ودندرة بقنا، وجزيرة إلفنتين بقنا، ومجموعته الهرمية بجنوب سقارة، والتي تتضمن "متون الأهرام" أو "نصوص الأهرام".
وانتهت هذه الأسرة ومعها الدولة القديمة بسبب الثورة الاجتماعية التي قامت آنذاك منهية حكم آخر ملوك الأسرة والذي استمر حوالي 94 عاما.
وأوضح "الشماع" أن المقبرة التي يميزها نُسب فضل اكتشافها لعالم مصري هو زكي سعد، عام 1940، بنيت هي ومقابر مصاطب سقارة على هيئة تشبه مصطبة الفلاح المصري القديم وهي تمتاز عن مقابر وادي الملوك وقد تفوقها أهمية، حيث إنها تعرض ما كان يفعله المصري في حياته اليومية على عكس مقابر وادي الملوك التي تصور الملك يقدم للأرباب الأسطورية الهدايا والقرابين، ويرى أن حقيقة حياة المصري القديم أهم من الأبدية.
رافق الوزير خلال افتتاحه للمقبرة، وزيرة الهجرة، السفيرة نبيلة مكرم، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، وعدد من سفراء الدول الأجنبية في مصر، وجاء ذلك كأول أنشطة وزارة الآثار في موسمها الأثري الجديد.