"ابعد عن الحب وغني له.. وإن فات عليك إياك تنادي له"، بهذه الكلمات غنى المطرب عادل مأمون من تأليف فتحي قورة وألحان منير مراد، معبرا عن حالة الخوف من الحب والغرام أو مرض Philophobia، أو "رهاب الحب"، وهي التي تصيب البعض مما يجعل مشاعر الغرام عدوا لدودا لهم.
والفيلوفوبيا "رهاب الحب" مشتق من الكلمة الإغريقية "filos" وتعني الحب، بالإضافة إلى كلمة "فوبيا" التي تعني الخوف، ويمكن القول ببساطة أن هذا المرض هو الخوف من الوقوع في الحُب أو أي ارتباط عاطفي، مما يجعل المصابين به يسعون للابتعاد، والهروب من أي التزامات عاطفية، بحسب "سكاى نيوز عربية".
وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر ولكن بالإمكان إجمال الأعراض الشائعة فيما يلي:
- القلق الشديد إزاء الوقوع في الحب أو إقامة علاقة.
- قمع المشاعر والعواطف داخل الإنسان قدر الإمكان.
- التجنب بشكل كبير للأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها العشاق والأزواج مثل المنتزهات ودور السينما والشواطئ وحفلات الزفاف.
- إلغاء فكرة الزواج من قاموس المريض.
- تحبيذ العزلة عن العالم الخارجي بسبب الخوف من الوقوع في الحب.
وهناك علامات جسدية مرافقة للمرض مثل: تسارع ضربات القلب، ومشكلات في التنفس، والتعرق، والغثيان، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالإغماء عند مواجهة موقف عاطفي أو رومانسي.
ويمكن أن تكون "فوبيا الحب" أحد أغرب أنواع الرهاب، وقد يترك هذا المرض آثارا خطيرة على صحة الإنسان النفسية والجسدية إذا بلغ مراحل متقدمة دون أن يتم علاجه.
وبالتالي إذا كانت الأعراض المذكورة قد شعر بها أو بمعظها المريض، وتجاوزت ستة أشهر من الزمن، وأثرت على نمط حياته وعاداته اليومية سلبا، فعنذئد يجب الذهاب للطبيب المختص.
ويعد تلقي العلاج النفسي وتناول العقاقير، في الحالات الشديدة والمتقدمة من "الخوف من الحب"، ومن أهم العلاجات المتبعة في هذا المجال، بالإضافة إلى، العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذى يعد أحد أفضل الطرق لعلاج أمراض الفوبيا بشكل عام.
وفي حالة "رهاب الحب"، يركز الطبيب على معرفة الأفكار والصور التي جعلت المريض يتعرض إلى هذه الحالة، ويساعد العلاج المعرفي السلوكي على إدراك ماهية تلك الأفكار السلبية وطرق تغييرها، إذا يقوم المعالج بإجراء جلسات محادثة مع المريض لبناء السلوك الإيجابي، وزيادة التسامح والتصالح مع النفس بشأن مفاهيم الحب والارتباطات العاطفية.
كما أن العلاج بالصدمة، يمكن أن يكون فعالا لمواجهة تلك الفوبيا، إذ يقوم المعالج بعرض مشاهد وأفلام رومانسية أو قصص للمريض تشبه حالته أمام الشخص، وخلال تلك الجلسات يتم دراسة كيف يتفاعل الشخص معها، للوصول في نهاية المطاف إلى مساعدة المريض على الحد من القلق والخوف جراء الحب والعواطف الرومانسية.
بالإضافة إلى العقاقير والأدوية، ففي الحالات الشديدة جدا، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة أيضًا للتحكم في مشاعر وأفكار المريض تجاه الحب والغرام، والعقاقير المستخدمة عادة هي الأدوية المضادة للاكتئاب.
تعليقات الفيسبوك