الشرقية.. كليتان ومدينة جامعية ومركز طبى و6 مساجد بـ150 مليون جنيه «لوجه الله»
كلية العلوم التطبيقية بأموال التبرعات
على طريق أسفلتى طويل، تتناثر حوله منازل قليلة فى الجانبين، يبدأ مدخل قرية الديدامون التابعة لمركز فاقوس فى الشرقية، الذى يقود إلى مقر كلية ومعهد ومدينة جامعية فى نهايته، والمقرر أن تدخل الخدمة بداية من العام الدراسى المقبل 2018/ 2019، بالإضافة لمستشفى يتكون من 4 مبان، وجميعها مشروعات أنشأتها «الجهود الذاتية» لأهالى القرية، والتبرعات المقبلة من عدة دول عربية.
بابتسامة محملة بالرضا، بدأ الحاج عبدالرحيم سويدى، 80 سنة، أحد أبناء قرية الديدامون، فى سرد بداية الحلم، الذى بدأ بمبادرة فردية منه، عندما كان يعمل معلماً فى ثمانينات القرن الماضى، فسعى من وقتها لتوفير الأرض والأموال اللازمة لتنفيذ المشروعات التنموية فى القرية، ما أسفر عن إنشاء 6 معاهد أزهرية فى جميع المراحل الدراسية، بالإضافة لمدرسة ثانوية عامة للبنات، وأخرى للغات، وتضم المدرستان 40 فصلاً دراسياً.
ولا تقتصر مشروعات قرية الديدامون على المنشآت التعليمية، حسبما يقول سويدى، فهناك 10 مساجد بنيت خلال السنوات الماضية بالتبرعات، منها 6 مساجد داخل القرية نفسها، و4 مساجد خارجها، بالإضافة لافتتاح كلية للدراسات الإسلامية تستقبل سنوياً ما يزيد على 6 آلاف طالب وطالبة من الشرقية والمحافظات المجاورة. وأضاف: «خلال السنوات القليلة الماضية نجحنا فى إنشاء كلية للعلوم التطبيقية، ومعهد تمريض على مساحة 1600 متر مربع، ويضم قاعات ومعامل ومكاتب للأساتذة والإداريين وشئون الطلاب، ومدرجات على مساحة 1400 متر مربع، تتكون من طابقين، ومدينة جامعية تتكون من عمارتين كل منهما على مساحة 240 متراً مربعاً، وارتفاع 6 طوابق».
وعن بداية الحلم، يقول سويدى: «طوال 20 سنة عملت معلماً فى مصر، حصلت خلالها على تقييم ممتاز، ما رشحنى للسفر فى إعارة إلى إحدى الدول العربية، وهناك ارتبط بى طلابى لما لمسوه من حرص وإخلاص فى مساعدتهم وتعليمهم، وسمع أحد أولياء الأمور عنى من ابنه، فطلب التعرف علىّ، وطلب منى أن أعطيه دروساً خصوصية، وبعد فترة تحسن مستوى الطالب، وعندها عرض علىّ الأب مكافأة مالية كبيرة، ولأن المبلغ كان كبيراً وقتها، رفضت، خاصة أننى لا أعطى دروساً خصوصية». وأضاف: «وافقت على الفور، وحرص والد الطالب على تمويل عدد من المشروعات، واستمر فى التواصل معى طوال فترة الإعارة، وحتى عودتى إلى مصر»، وأشار سويدى إلى أن «جميع هذه المشروعات أنشئت بالتبرعات، فالمستشفى مقام على مساحة فدانين تبرع بهما محمد عبدالعظيم يوسف، وأرض المدرسة الثانوية البالغة مساحتها نصف فدان، تبرع بها طارق عبدالعظيم، أما أرض الكلية والمعهد والمدينة الجامعية، الواقعة على مساحة 1.5 فدان، هى تبرع منى، بالإضافة إلى أراض أخرى تبرع بها عدد من الأهالى لإقامة هذه المشروعات، التى بلغت تكلفتها الإجمالية 150 مليون جنيه».
سويدي