عندما يكون القرد في عين أمه غزال.. وفي عين أبوه حلوف.. وتمتنع الأخت عن التصويت.. أو تؤجل رأيها إلى أول خلاف معه.. حيث تعلن بقناعة تامة أن البعيد حمار! بهذا نكون أمام أول ترجمة اجتماعية لنظرية النسبية!
****
الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. عجيبة جدا هذه الكلمة.. طيب ما الذي يفسد الود بين الناس؟! خلاف العروسين على أجر المأذون يقلب الود كرها! ويحيل أشعار نزار قباني إلى وصلات من الردح البلدي.. كما يظهر مواهب الأهل في المصارعة الياباني!
محاضر الشرطة هي خلاف في الرأي.. قضايا المحاكم هي خلاف في الرأي! بل إن الأسلحة والذخائر والسلاح الأبيض بأنواعه التي تضبطها الحكومة كل يوم ليست مجرد ممنوعات.. لكنها آليات الإقناع الديمقراطي لدى الانحياز إلى أحد الرأيين!
****
البعض يضيع عيد الأضحي أمام التليفزيون أو تبادل التهاني والأمنيات الطيبة! من جانبي أقضي عيد الأضحي في المطبخ من باب المتابعة عن كثب.
****
جاء صوت الموظف الأخنف من وراء شباك قديم:
- فوت "عنينا ".. علينا.. "بكنه".. بكره يا سيد.
تساءل المواطن الألدغ والألعبان بطريقة ميكانيكية:
- طيب عمر ومجدي وخالد ييجوا إمتي يا سيدنا؟.. وضحك بفتور.
قال حضرة الموظف العقر:
- هذه "نسانة".. رسالة.. "مسجنة" مسجلة.
قال المواطن اللئيم:
- مسجلة في الشهر العقاري.. ولا في شهر أمشير؟!
أغلق الموظف طاقة الرحمة في وجه الطابور الرابض أمامه ودمدم:
- انتهى وقت "العمن".. العمل.
تساءل المواطن الخبيث:
- طيب مفيش وقت بدل ضايع؟!
****
طالعتنا صفحات الحوادث بخبر القبض على ولد عبقري دبلوم صنايع.. ويعمل -منذ سنتين- طبيب أمراض نساء وتوليد.. والذي منه! عادي.. فيها إيه؟! سهل أن تصادف خريج صيدلة.. ويعمل مهندس! وبيطري يعمل محاسب في بنك! و..و..و. "أصل اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني"! يعني لا كان مقاول.. ولا مهندس!
****
وفي بداية كل عام دراسي.. تظهر إعلانات المدرسين في الشوارع.. مطلع الكباري.. على محطات المترو.. ملصقات في كل مكان تهدي إلى الطلبة.. نجم الفيزياء.. قاهر الأحياء "يقصد أولياء الأمور".. امبراطور التاريخ.. وحش التربية الفنية! فيما يقدم مدرسو الألعاب أنفسهم بطريقة كابتن الاستغماية.. كومي الشطرنج.. جوكر الطاولة! أما لماذا يختبئ السادة المدرسين خلف أسماء حركية ؟! كلام في سرك لأن الدروس الخصوصية ممنوعة!
****
لا زال الشباب يندفع إلى الزواج برومانسية قيس.. أثبت التاريخ أنه كان و"لد طايش" وكان محظوظا.. حيث انتهي حبه نهاية سعيدة و لم يتزوج ليلى.. وهام على وجهه في رمال نجد ينعى بخته المائل.. كان خيرا له أن يعش مجنونا.. من أن يتزوج العامرية وتنتهي حياته على يديها بطعنة غادرة من خنجر مسموم! قيس ليس مقياسا يا سادة.. مش كل مرة تسلم الجرة.. راجعوا المطاردة التاريخية الدامية بين شجرة الدر وعز الدين أيبك.