الدقهلية.. أجهزة معطلة وفنيو الصيانة تحت التدريب وطلاب بالجامعة
عدد من المرضى داخل إحدى مراكز الغسيل الكلوى فى الدقهلية
يقضى مرضى الكلى وقتاً كبيراً من أعمارهم الباقية فى وحدات الغسيل الكلوى بمعدل 13 جلسة شهرياً، ينام المريض لمدة 4 ساعات تحت ماكينة الغسيل يكون فيها أقرب للموت منه للحياة، بعد أن يتم سحب دمه لتنقيته من السموم، ويعود إليه مرة أخرى، فى عملية طويلة ومعقدة تبدأ بفلترة مياه وحدة الغسيل من خلال وحدة معالجة خاصة تخرج المياه منها معالجة ومعقمة، نهاية بإعادة دم المريض وهو نظيف وخالٍ من السموم.
«نعانى ولا نجد من يسمعنا، والتقارير الرسمية تُذيل بعبارات توحى بأن كله تمام» هكذا وصف محمد إبراهيم، مشرف على وحدة غسيل كلوى بالمنصورة، الوضع داخل الوحدة، لافتاً إلى أن القائمين على الوحدة يُحضرون المستلزمات من مستشفى دكرنس العام إلى وحدة الغسيل بقرية «طناح»، على نفقتهم الخاصة، لتدبير مستلزمات الجلسات لـ75 مريضاً، ورغم أن عدد الممرضات بالوحدة وصل إلى 42 ممرضة، فإن أغلبهن لا يحضر ويقتصر الأمر على 6 ممرضات فقط يومياً، فضلاً عن عدم وجود طبيب أو فنى، وأشار إلى أن من يقومون بأعمال صيانة الماكينات من حديثى التخرج، والأعطال تتكرر فى غياب الرقابة.
وأضاف: «مشاكلنا معظمها إدارية ثابتة منذ نحو 10 سنوات، فيوجد لدينا 75 مريضاً، ونتبع مالياً وفنياً مستشفى دكرنس العام، حيث نصرف جميع الأدوية والمستلزمات الطبية منه، وهو على بعد 15 كيلومتراً منا، وإذا احتاج المريض عمل تحاليل طبية نسحب منه العينات، ونرسلها إلى دكرنس، رغم أننا لدينا معمل على أعلى مستوى، ولكن لا يعمل ولا يوجد لدينا عمال أمن، بالإضافة إلى عدم توفير فنيين أكسجين، رغم وجود وحدة أكسجين، ووجود معمل طبى مطور على أعلى مستوى بمركز طب الأسرة بطناح، والعينات الشهرية الخاصة بمرضى الغسيل الكلوى تسافر إلى مستشفى دكرنس ولا يتم تحليلها فى معمل مركز طب الأسرة الذى يقع فى الطابق السفلى».
6 ممرضات يواظبن على الحضور بوحدة «طناح» من بين 42 ممرضة وسط غياب تام للأطباء.. ومشرف على «وحدة غسيل»: نعانى ولا نجد من يسمعنا والتقارير الرسمية توحىبأن «كله تمام»
وذكر محمود السيد، أحد المرضى، أن الفنيين الموجودين لصيانة الأجهزة طلاب بالجامعة، ومعظم الأوقات يغيبون عن العمل، ومع ذلك تعتبرهم وزارة الصحة فنيين وموجودين على رأس العمل، والضحية فى ذلك هو المريض، مشيراً إلى أن المياه التى تستخدمها الوحدة المفروض أن تكون «H2O» ومعقمة، ولا يوجد أى شىء آخر معها، لأنها تدخل على دم المريض، وأى شوائب تؤثر على حالته الصحية، ويمكن أن تحدث تسمماً له، وقالت هدى محمد حسانين، مريضة: «ذهبت لإجراء الجلسة فى أحد الأيام الساعة 6 صباحاً، فتعطلت الماكينة، ولوجود 5 ماكينات أخرى معطلة بالمركز ظللت حتى الساعة 12 ظهراً بدون جلسة حتى تم تجهيز ماكينة وحصلت على جلستى، فمعظم ما يحدث من مشاكل تكون عادة بسبب الصيانة».
الدكتور أحمد محمد البيلى، مدير إدارة أقسام الكلى بمديرية الصحة، أكد أن الدقهلية من أولى المحافظات على مستوى الجمهورية فى تقديم خدمة الغسيل الكلوى، وتضم 31 وحدة غسيل كلوى تابعة للمديرية، بالإضافة إلى التأمين الصحى والجامعة، والوحدات الخاصة، وجميع المرضى يحصلون على جلساتهم على نفقة الدولة والجلسة الواحدة تكلفتها 325 جنيهاً، ويتبعنا 750 ماكينة غسيل ونحو 2700 مريض كل واحد له 13 جلسة شهرياً، وأضاف: «نتعاقد مع الوكيل على الصيانة، ونتبع الأسلوب العلمى فى العلاج، وجزء كبير من شكوى المرضى يكون نفسياً وليس عضوياً، فحصول المريض على «الهيبارين» تكفيه مدة الجلسة، وهى 4 ساعات، أما الكلكسان فيستمر فى منع التجلط معه لمدة 24 ساعة، ولو حدثت له أى إصابة يمكن أن تسبب له مشاكل كبيرة».
«هدى»: ذهبت لإجراء الجلسة فوجدت الماكينات معطلة ومعظم المشاكل تحدث بسبب الصيانة.. و«محمود»: «فنيو الصيانة» يتغيبون عن العمل
وقال الدكتور أسامة الشحات، نائب رئيس رابطة أطباء الكلى بالدقهلية، إن تعاقدات صيانة الأجهزة ومحطات المياه بمراكز الغسيل الكلوى تتم مع شركات لها خبرة كبيرة فى هذا المجال، لافتاً إلى أنه بعد إجراء صيانة لمحطة المياه يجب إجراء التحاليل اللازمة بعد كل صيانة وخاصة قياس نسبة الكلور، كما تجرى هذه التحاليل فى بداية جلسات الغسيل، وأشار إلى أن الصيانة تتم بصفة دورية وسط متابعة للتقارير الشهرية الخاصة بتحليل المياه، والشركات التى تجرى الصيانة لا بد أن تكون هى الوكيل الأصلى ومهمتها الصيانة واستبدال قطع الغيار، وعند حدوث مشكلة لا بد من وقف جلسات الغسيل فوراً، كما أن وزارة الصحة وضعت آليات لتكهين ماكينات الغسيل سواء بالمدة الزمنية أو بعدد ساعات الغسيل.