أهالى الإسكندرية يعترضون على تغيير لون تمثال سعد زغلول من الأسود إلى الذهبى
لم يشفع له تاريخه الذى يعود إلى عام 1935 ولا شهرة صانعه، وهو النحات الشهير، محمود مختار، لتقرر محافظة الإسكندرية طمس تاريخ «تمثال سعد زغلول» الفنى بدهانه باللون الذهبى، بدلاً من لونه الأسود خلال عملية ترميم حديقة محطة الرمل.. ضجة هائلة هى ما أثارها الأمر بين أهالى الإسكندرية وفنانيها الذين رفضوا ما حدث ووصفوه بالكارثة الفنية والتاريخية.
«جريمة فنية بحق الإسكندرية.. تشويه تمثال سعد زغلول»،كانت أولى الحملات التى انطلقت على الفيس بوك والتى دشنها عدد من فنانى الإسكندرية للمطالبة بمعاقبة المسئولين عن الأمر، وطرحوا من خلالها تساؤلات حول من أعطى الحق للشركة بأن تقوم بمثل هذا العمل، وضربوا الأمثلة بتماثيل «معبد أبوسمبل» أو «أبوالهول» التى لم تتغير ملامحها الفنية بعد ترميمها.
«دهان تمثال سعد زغلول أشبه بدهان أستورجى صالونات»، كان وصف الفنان فارس السياجى، أحد الفنانين التشكيليين بالإسكندرية لـ«الوطن» لما حدث، أما الفنان فارس ياسر، فاعتبر أن دهان التمثال بهذا اللون أضاع تاريخه الفنى، قائلاً: على الأقل كان ضرورياً وجود (نحات) واحد يشرف على هذه العملية، أو خبير آثار، أما طلاب كلية الفنون الجميلة، فوصفوا ما حدث بالتمثال بأنه «شغل سوق».
واستجابة للشكاوى التى جاءت إلى المحافظة، قرر اللواء محمد خليل، رئيس حى وسط الإسكندرية التابعة له منطقة محطة الرمل وقف العمل فى ترميم التمثال، مؤكداً أن المعلومات التى تم تسريبها بشأن أن من يتولى عملية الترميم مقاول غير متخصص، كلام عار من الصحة، فالمقاول مسئول عن التنفيذ ولكن المشرف هو الدكتور أحمد سطوحى، المتخصص فى مجال الميادين والتماثيل فى كلية الفنون الجميلة.
وأكد أن الحى سيعمل على تشكيل لجنة متخصصة من أساتذة فنون جميلة للإشراف ولتقييم عملية الترميم وبناء على نتائجها سيتم إصدار القرار بشأن استكمال العمل فى التمثال أو إيقافه، ومن جانبه رد الدكتور مصطفى رشدى، مدير عام الآثار بالإسكندرية على حالة الجدل المثارة بأن أعمال الترميم للتماثيل ليست من شأن هيئة الآثار والمنوط بها محافظة الإسكندرية من خلال اتفاقها مع الشركات، وليس لـ«الآثار» إشراف على هذا الأمر.