مدير المهرجان: الأفلام المعروضة حديثة الإنتاج.. وأطمح فى دورة أكثر عمقاً من «الأولى»
مدير مهرجان الجونة السينمائى
قال انتشال التميمى، مدير مهرجان الجونة السينمائى، إن الدورة الثانية تهدف لتكريس نجاح الدورة الأولى التى أقيمت العام الماضى، وتسعى للتخلص من أخطاء الدورة ذاتها إن وجدت، بحسب قوله، وأضاف التميمى، لـ«الوطن»، أنه يتملكه طموح فى تقديم دورة أعمق من الفائتة، بحيث يفرد المهرجان عضلاته بشكل يُرسخ نجاحه فى أولى دوراته، مشيراً إلى أن كادر العمل فى الدورة الثانية أصبح أكثر خبرة واحترافية، بحكم أن أغلبيته لم يكن متمرساً فى عمل المهرجانات السينمائية، العام الماضى، حيث مثل «الجونة السينمائى» أولى تجاربهم فى هذا المضمار آنذاك، وتابع: اخترنا أفلاماً قوية حديثة الإنتاج لعرضها فى المهرجان، للحفاظ على النسق الذى اتبعناه فى الدورة الأولى، بل وتفوقها فى الجودة والقيمة الفنية، كما سنحرص على الالتزام بمواعيد العروض والفعاليات فى هذه الدورة، لا سيما أن هذا الإجراء قوبل بالتزام جماهيرى عند تطبيقه فى العام الماضى.
وعن مشاركة فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقى فى المسابقة الرسمية لتلك الدورة، بعد حصوله على جائزة «فرانسوا شاليه» من مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ71 التى اختتمت قبل أشهر عدة، رد قائلاً: أشعر بفخر كبير لمشاركة هذا الفيلم فى منصة الجونة السينمائية بدورتها الأولى وتتويجه بجائزة منها حينها، وذلك قبيل مشاركته فى مهرجان «كان» السينمائى بدورته المنقضية، حيث حصلنا على العرض الأول للفيلم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأرى أن دعم المشروعات السينمائية كفيلم «يوم الدين» كان أحد أبرز إنجازات الدورة الأولى من المهرجان.
انتشال التميمى: «جسر الجونة» يناقش «مصادر التمويل» وفخور بمشاركة «يوم الدين» فى مسابقة العام الماضى
وعن جديد منصة «الجونة السينمائية» فى الدورة الثانية قال: تقدم عدد من المشروعات السينمائية المهمة من أنحاء الوطن العربى للمشاركة فى «منطلق الجونة السينمائى»، منها 101 مشروع فى مرحلة التطوير و44 فيلماً فى مرحلة ما بعد الإنتاج، وبعد قيام لجنة من المختصين بمراجعة تلك المشروعات، استقرت على 12 مشروعاً فى مرحلة التطوير و6 أفلام فى مرحلة ما بعد الإنتاج، وذلك وفقاً للمحتوى والرؤية الفنية وجدوى تنفيذ هذه المشروعات مالياً، وأردف: يركز «جسر الجونة السينمائى» هذا العام على موضوعات تخص صناعة السينما، منها مصادر وموارد تمويل الأفلام، وكيفية تطوير السينما لنفسها فى ظل المحتوى الرقمى، وذلك من خلال ملتقى ومنتدى للحوار يجمع صناع الأفلام العرب بأقرانهم من الأجانب، وأشار مدير «الجونة السينمائى» إلى أن الدورة الثانية ستشهد إقامة احتفالية بمناسبة مرور 10 أعوام على رحيل المخرج يوسف شاهين، مؤكداً أنها لن تقتصر على إقامة معرض يضم أفيشات أفلامه ومقتنياته فحسب، وإنما سيتم عرض لقطات من أفلامه مصحوبة بعزف حى لمختارات من الموسيقى التصويرية لها بقيادة المايسترو هشام جبر، وأكمل قائلاً: سنقيم معرضاً خاصاً لأفيشات أفلام المخرج الإيطالى فيدريكو فيللينى بمناسبة مرور 25 عاماً على رحيله، كما سيتم الاحتفاء بالذكرى المئوية لميلاد المخرج السويدى إنجمار بيرجمان، متضمنة عرض فيلمين من أفلامه، إضافة إلى معرض صور له.
وعما إذا كان توقف مهرجان دبى السينمائى سيصب فى صالح «الجونة السينمائى» لتركز الأضواء العربية والعالمية على الأخير، رد قائلاً: «كنت لا أتمنى تعرض مهرجان دبى لهذا الموقف، ولكنه لو كان مستمراً لاتجهت الأنظار إلى الجونة أيضاً، لأن نجاح الأخير فى دورته الأولى لم يأت من باب الصدفة، وإنما بترتيبات وجهود استمرت لسنوات طويلة، التقيت خلالها بأكثر من 60 أو 70 شخصاً، وتركز أغلب كلامهم آنذاك: «إحنا بنفكر نعمل مهرجان فى الجونة»، وهو ما تحقق على أرض الواقع فى العام الماضى فقط.
واستطرد فى حديثه قائلاً: مصر دولة تتمتع بإنتاج سينمائى واسع، فهى البلد الأول فى الوطن العربى ليس وفقاً للبعد الزمنى فقط، وإنما بحجم الأعمال الفنية التى تُقدم على أرضها، وبالتالى وجود مهرجان كبير فيها أمر عظيم، يُغلفه موقع جغرافى لائق كـ«الجونة» الذى يفتح المجال لتجربة مهرجانية مختلفة.
ودلل «التميمى» على كلامه بقوله: هناك مهرجانات عالمية تعقد فى المدن الكبرى كـ «برلين» و«روتردام» و«سان سيباستيان» و«نيويورك» مثلاً، ومهرجانات أخرى تعقد فى مناطق بعيدة جداً، بحيث يتم النظر لها مستقبلاً، ولعل مهرجانى «كان» و«لوكارنو» خير مثال ودليل على كلامى، وأعتقد أن ما نقدمه فى «الجونة السينمائى» شبيه بهذا النوع من المهرجانات مع اختلاف الحجم والزمن والتجربة ذاتها.
وبسؤاله إذا كانت ميزانية مهرجان الجونة المرتفعة تُسهم فى نجاحه، رد قائلاً: المسألة ليست كذلك، لأن كثيراً من المهرجانات خصصت لها ميزانيات مرتفعة ولم تحقق نجاحاً، ولكن شتان الحال حينما تم ترشيد ميزانياتها بما يتلاءم مع احتياجاتها، فحالفها النجاح والتوفيق حينها، فخلاصة القول إن المال لا يصنع مهرجاناً ناجحاً، وإنما يُسهم فى استقطاب الأفلام والضيوف للمشاركة فى المهرجانات، ولكنه ليس العامل الحاسم فى تحديد نجاح مهرجان سينمائى من عدمه رغم أهميته.
وأشاد التميمى بجهود لجنة المهرجانات السينمائية والمركز القومى للسينما وكل الوزارات المعنية المُدعمة للمهرجان، قائلاً: «أشكر تلك الجهات بالإضافة إلى محافظة البحر الأحمر وكل الجهات الحكومية التى تذلل كل العقبات الإدارية».