«الكُتاب» يوصى بمقاضاة «دار إسرائيلية» لسطوها على أعمال 7 مصريات
انتصار وسعاد
قبل أسبوعين فوجئت مجموعة من الكاتبات المصريات بكاتبة فلسطينية تراسلهن عبر حساباتهن الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، تخبرهن بقيام دار نشر إسرائيلية «Resling» بترجمة أعمال أدبية خاصة بهن دون الرجوع إليهن، ونشرتها فى كتاب بعنوان «حرية»، قدمها مترجم يدعى آلون فراجمان، وهو منسّق دراسات اللغة العربية فى قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة «بن جوريون»، وهو ما جعل الأديبات الأربع المسجلات كأعضاء فى اتحاد كتاب مصر يقُمن بتقديم شكوى إلى اتحاد كتاب مصر، ليقوم الاتحاد بعد ذلك بعقد مؤتمر مساء أمس الأول، معلناً رفض ما وصفه بـ«السطو» الأدبى على مؤلفات الأديبات الأربع «سعاد سليمان، شاهيناز فواز، انتصار عبدالمنعم، وسندس جمال الحسينى»، مؤكداً قيام الاتحاد بمقاضاة الدار الناشرة، رافضاً ما سمّينه فرض التطبيع الثقافى عليهن.
سعاد سليمان، واحدة من الأديبات الأربع، التى تمت ترجمة عملها «تشابك» وهو الفائز بجائزة الملك خوان كارلوس، فى المسابقة الدولية فى القصة القصيرة جداً، قالت لـ«الوطن»: «فوجئت بالكاتبة الفلسطينية خلود خميس تراسلنى عبر موقع التواصل الاجتماعى وتسألنى عما إذا كانت دار نشر إسرائيلية قامت بالتواصل معى لترجمة قصتى القصيرة، وهو ما رددت عليه بالنفى، لتخبرنى بأن الدار قامت بجمع 45 عملاً لـ45 أديبة وكاتبة على مستوى الوطن العربى وقامت بتجميعها فى كتاب».
«سعاد»: دار النشر جمعت أعمالاً لـ45 كاتبة من الدول العربية.. و«انتصار»: استولوا على «وثائق» كما اغتصبوا أرض فلسطين
وتضيف «سليمان»: «كان من بين الـ45 أديبة وكاتبة 7 أديبات مصريات، 4 منهن يحملن عضوية اتحاد كتاب مصر، لذلك لم نجد أمامنا شيئاً سوى التوجه إلى الاتحاد وتقديم بلاغ، وبعد 10 أيام أخبرونا بأن الاتحاد سوف يعقد مؤتمراً صحفياً، وبالفعل تم عقد مؤتمر صحفى مساء أمس الأول وأعلنوا مجموعة من التوصيات».
وكان اتحاد الكتاب وفقاً لبيانه الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه، انتهى إلى أربع توصيات هى: مطالبة اتحاد الأدباء والكتاب العرب باتخاذ الإجراءات القانونية كافة بصفته ممثلاً لاتحادات الكتاب والروابط والأسر والجمعيات والمجالس العربية، ومطالبة اتحاد كتاب فلسطين بمتابعة هذه القضية، والحصول على المطبوع الذى تم فيه اغتصاب حقوق الكاتبات المصريات والعربيات، ورفع الدعاوى القانونية على الدار المغتصِبة، واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بردع هذه المحاولات البغيضة من التطبيع الفكرى والثقافى، ومن اغتصاب حقوقنا الأدبية والفكرية، مع اتخاذ الإجراءات التحفُّظية وفق القانون المصرى، والمعاهدات والاتفاقات الدولية فى هذا الشأن، واصفاً الأمر بالمحاولة البائسة لفرض صورة تطبيعية بغيضة.
الأمر نفسه تكرر مع الروائية انتصار عبدالمنعم، الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب، حيث قامت دار نشر بترجمة قصتها «وثائق»، وقالت «عبدالمنعم»: «سارعت بكتابة بيان على صفحتى على الفيس بوك أوضح فيه ما حدث، وبدأت البحث عن الكاتبات المصريات اللواتى تعرضن لنفس القرصنة، فلم أكن أعرف غير الكاتبة سعاد سليمان، فأخبرتها بالأمر.
حالة من الغضب اجتاحت الروائية، فهى لم تسلم من الهجوم والتندّر من ناحية، ومن ناحية أخرى هاجمها بعض المثقفين لرفضها ترجمة أعمالها إلى العبرية، مرددة: «هناك مَن هاجم موقفنا الرافض لترجمة أعمالنا إلى العبرية دون معرفتنا ودون أخذ الإذن منا»، معتبرات أن الأمر «غزو ثقافى» لهن، وهناك من يرى أن رفضنا «التطبيع الثقافى» مع إسرائيل سيفوّت علينا فرص الترجمة إلى اللغات الأخرى، وهو ما ردَّت عليه: دار النشر الإسرائيلية والمترجم لم يهتما بأخذ موافقتى على أخذ شىء من «ممتلكاتى» وهو العمل الأدبى، فهو لا يعترف بأن لى أى حق وهذا ما يفعله المحتلّون عندما اغتصبوا أرض العرب.
وحول حقوق الملكية الفكرية للأدباء، أوضح نجاد البرعى، المحامى الحقوقى، أن إسرائيل اعتادت على سرقة الأعمال الأدبية والفنية، لعلمهم بعدم قيام أى مبدع برفع دعوى قضائية ضد الناشر أو المؤلف.