القصر الجمهوري السوداني.. عمره 3 أعوام ويحتضن احتفال السلام للجنوب
القصر الجمهوري السوداني
بعد عدة أعوام من الخلافات بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة رياك مشار، يحتضن القصر الجمهوري بالسودان، اليوم، احتفالا ضخما بمناسبة التوقيع النهائي للسلام بين الفرقاء الجنوبيين.
وفي تصريحات صحفية، أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير قريب الله الخضر، أن سلفاكير أجرى اتصالا هاتفيا مع مشار، الموجود بالخرطوم بتنسيق من الوساطة السودانية، لافتا إلى أن إعادة إحياء اتفاقية السلام نقلت بلاده من حالة الحرب الأهلية، إلى مرحلة السلام المستدام.
وأوضح أن سلفاكير أبدى رغبته في الالتقاء بكل فصائل المعارضة الجنوبية، أثناء وجوده بالخرطوم الجمعة، في إطار تلبيته دعوة رئيس الجمهورية عمر البشير ضامن الاتفاق لحضور الاحتفال بالقصر الرئاسي بمناسبة التوقيع النهائي.
القصر الجمهوري السوداني.. يقع على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق ويحده من الشمال شارع النيل ومن الجنوب شارع الجامعة ومن الشرق شارع أبوسن ومن الغرب شارع مهيرة، ومنذ تخطيط مدينة الخرطوم، شيد القصر ليكون نقطة تقسيم مدينة الخرطوم لقسمين وأنشأ على جانبين من الشرق الغرب الوزارات والمصالح والدواوين الحكومية ومن الناحية الجنوبية المؤسسات الخدمية.
تبلغ مساحته 150 ألف متر مربع، ويتألف من 3 طوابق، خُصص الأعلى منها للرئيس، والثاني لنواب الرئيس، و10 قاعات اجتماعات، و7 صالات استقبال، بالإضافة إلى المكاتب الإدارية والتحكم والإعلام، وموقف للسيارات في الطابق تحت الأرضي، و14 مصعدا، فضلا عن مكتبة ومتحف ومسجد أيضا.
قبل 3 أعوام، لم يكن القصر الجديد هو مقر حكم السودان، حيث إنه في 26 يناير 2015، انتقلت إدارة الحكم من القصر الجمهوري القديم "قصر غوردن باشا" إلى آخر فخيم وجديد، وافتتحه البشير، ليكون مقرا رسميا لرئيس السودان ونوابه، بالتزامن مع ذكرى مقتل الحاكم العام البريطاني للسودان الجنرال شارلس غوردن قبل 130 عاما، وهو ما يطلق عليه يوم "تحرير الخرطوم"، ويقع القصر الجديد، بالقرب من سابقه، بمساحة مباني حجمها 25 ألف متر مكعب.
وتولت الصين أعمال البناء للقصر الجديد، حيث إنه في عام 2007، وأثناء زيارة الرئيس الصيني السابق خوجين تاو، تم توقيع اتفاقية إنشاء القصر الرئاسي السوداني الجديد، وتم بدأ العمل فيه بمارس 2011، حيث يجمع في تصميمه بين معالم الثراء والتنوع الثقافي في البلاد، فضلا عن أنه يطل على النيل أيضا.
قالت وسائل الإعلام السودانية أثناء تشييده أن الصين ستمول بناء القصر وفقا لمنحة قدرها 40%، على أن تمول الحكومة السودانية قرضا صينيا بالمبلغ الباقي، ولكن الخرطوم أعلنت في الافتتاح أن القصر شيد كليا بمنحة صينية.
أكد موقع الرئاسة السودانية إن إنشاء القصر الجديد كان يرجع إلى تلبية احتياجات ومهام ووظائف رئاسة الجمهورية لتواكب العصر والتطور التقني، مشيرا إلى أنه كانت هناك محاولات لإنشاء القصر الرئاسي الجديد خلال الحكومات الوطنية السابقة.
وفي يوليو الماضي، احتضن القصر أيضا قمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والبشير، بأول زيارة خارجية للسيسي منذ تنصيبه لولاية رئاسية ثانية.