"عايز ماما وبابا".. حكاية طفل نجى من الموت بعد وفاة أسرته في حادث
صورة أرشفية
ضحكاته ملأت سيارة أسرته التي كان يستقلها مع والده ووالدته وأخته وجدته لأبوه طوال رحلتهم، وسرعان ما تبدلت الضحكات إلى صرخات وبكاء، انتهى بفقدان "يوسف" للوعي، بينما لقي باقي أفراد أسرته مصرعهم بعد اصطدام سيارتهم أعلى كوبري أبو غالب في الشيخ زايد.
"يوسف" ابن الـ4 هو الناجي الوحيد والشاهد الوحيد أيضًا على الحادث المأساوي الذي لن تفارقه تفاصيله طوال حياته، لا يزال يرقد داخل مستشفى اليوم الواحد، يعاني من كسور متفرقة وكدمات في مختلف أنحاء الجسد.
"عايز ماما وبابا وأختي مريم" أسماء أسرته ظل يرددها الطفل عقب إفاقته داخل غرفة الرعاية المركزة، ما تسبب في بكاء الأطباء وطاقم التمريض، الذين شاهدوا جثث باقي أفراد أسرة الطفل داخل ثلاجة المستشفي، خلال المناظرة الطبية لجثث المتوفين.
وبحسب رواية جد الطفل (حاتم ح.- 52 سنة) في محضر الشرطة فإن الطفل أصيب بحالة إنهيار عصبي من جراء الحادث المفجع الذي شهده الكيلو 70 بالشيخ زايد، بعد أن اختلت عجلة القيادة في يد رب الأسرة.
عقل الصغير "يوسف" لا يستوعب أنه لن يرى أسرته مرة أخرى، فيطلب من والده "عبدالسلام" شراء الألعاب ووالدته "لينا" الطعام ويداعم أخته الكبيرة مريم، يقضي أغلب ساعات يومه في البكاء بحثًا عنهم، لكنه لم ولن يتلقى إجابة من أحد حتى الآن ولوقت طويل أيضًا حتي يكبر، ويعي معنى الفراق.
بدأ الحادث بتجمع عدد من المارة علي طريق الشيخ زايد لإسعاف أفراد الأسرة بعد اصطدام سيارتهم بسور كوبرى أبو غالب الخرسانى، فالاتصالات بشرطة النجدة وسيارات الأسعاف توالت من المارة لسرعة إسعافهم لكنها لم تنجح فقط إلا مع الطفل الناجي الأصغر "يوسف"، بينما باقي أفراد أسرته وجدته (كريمة ع.- 70 سنة) توفيا في الحال.
"الحادث مفيش فيه شبهة جنائية، إحنا ملناش أي عداء مع أي شخص تجعله يرتب للموضوع ده، أنا احتسبت بنتي وولادها وزوجها وأمه عند الله من الشهداء" هذه كانت شهادة الجد (حاتم ح.- 52 سنة) في محضر الشرطة الذي أشرف علي التحريات فيه اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث.
انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الحادث، وأثبت تدمير السيارة بعد اصطدامها في الحاجز الحديدي الخاص بالكوبري، ما أدي مصرع أفراد الأسرة، وكلفت المباحث بإعداد التحريات في الحادث.