بكين تدفع ثمن التعاون العسكري مع موسكو بعقوبات أمريكية على الجيش
"بكين" تدفع ثمن التعاون العسكري مع "موسكو"بعقوبات أمريكية على الجيش
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ ساعات عقوبات اقتصادية جديدة، إلا أن هذه المرة فرضتها على الجيش الصيني بدعوى خرق الصين العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو، بعقد صفقة شراء مقاتلات "سوخوي" وصواريخ "جو إس 400" من روسيا.
رغم أن بكين لم تنضم للعقوبات التي فرضتها أمريكا وبعض الدول الغربية على موسكو، منذ عام 2014 بعد إعلان ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وهو ما رفضته أمريكا وحلفائها.
تشمل العقوبات تطوير المعدات باللجنة العسكرية المركزية الصينية، ما يعني تجميد كل ممتلكاتهم في أمريكا، ومنع الأمريكيين من التعامل الاقتصادي معهم، فيما دعت الصين الإدارة الأمريكية لسحب العقوبات وإلا تحملت تبعاتها، وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف من أن واشنطن تلعب بالنار.
تأتي العقوبات بعد أيام من تنظيم روسيا والصين لأكبر تدريبات عسكرية منذ الحرب الباردة، تحت مسمى "فوستوك -2018"، بمشاركة 300 ألف من قواتها المسلحة، وعسكريين صينيين ومنغوليين في سيبريا الشرقية، وكانت آخر المناورات العسكرية التي أجرتها موسكو عام 1981.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الحكومة الروسية، إن المناورات الهائلة موجهة ضد التوجهات العدائية وغير الودية ضد روسيا.
تشهد العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي توترات منذ ضم القرم للاتحاد الروسي، وهو ما عكسه تصريحات ديلان وايت، المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي عن المناورة، بقوله: "توضح فوستوك أن روسيا تركز على التدريب على الصراعات الكبرى، وأعتقد أن روسيا ترفع ميزانيتها الدفاعية وتعزز وجودها العسكري".
هل تدفع بكين ثمن تعميق التعاون العسكري مع روسيا على خلاف المشهد أيام الحرب الباردة الذي تنافست فيه الصين والاتحاد السوفيتي السابق، على تزعم تيار الشيوعية العالمية، ووقعت بينهما صدامات؟، يقول الدكتور رود واي، المستشار السابق بالحكومة البريطانية في شؤون الصين: "لا اعتقد أن الجيش الصيني يتأثر كثيراً بهذه العقوبات"، لافتا إلى أن هذه العقوبات لن تردع الصين عن شراء أي معدات عسكرية من روسيا، طالما أنها تصب في مصلحتهم الوطنية في المستقبل.
وأضاف رود: "العقوبات الأمريكية قد تهدف لتوجيه رسالة إلى دول أخرى تفكر في شراء معدات عسكرية من روسيا، مفاداها أن أمريكا مستعدة لملاحقتهم مثلما فعلت مع الصين، كما أن رد فعل الأخيرة كان متوقعاً بإطلاق موجة غضب وإنذار لأمريكا بأنها تتحمل تبعات هذه العقوبات إن لم تتراجع عنها، وهو إضافة للتوترات التي شهدتها العلاقات بين بكين وواشنطن، خلال الفترة الأخيرة على خلفية الحرب التجارية الدائرة بينهما".