الغباء هو فعل نفس الشىء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة، هذه المقولة التى أطلقها قبل عشرات السنين عالم الفيزياء ألبرت أينشتين تكاد تنطبق بالحرف على قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ومن يناصرونهم، جميعهم يتصفون بالغباء، ليس السياسى فقط، والإنسانى أيضاً.
عن الجماعة نفسها.. مارست، عبر تاريخها منذ نشأتها عام 1928، أفعالاً وسلوكيات بعضها سياسى وبعضها إجرامى بالمعنى الجنائى، وتأمُل فى كل مرة أن تحقق نتائج لصالحها دون جدوى، فالجماعة دوماً -عبر قادتها- كانت تتقرب إلى رأس النظام الحاكم، إلى أن يتوهم قادتها أنهم شركاء فى الحكم ويحدث الصدام، فعلوها مع الملك فاروق قبل ثورة يوليو وانتهى الصدام إلى مقتل مؤسس الجماعة حسن البنا، وكرروها مع عبدالناصر وانتهى الأمر باعتقال وتشريد ونفى غالبية المنتمين للجماعة، وإعدام سيد قطب رأس الأفعى وقتها، ومع السادات الذى أعاد لهم الروح نكاية فى اليساريين، ووصلت الأمور لاعتقال قاداتها، ودفع السادات حياته ثمناً لثقته فى فصيل إرهابى، كما دفع مبارك منصبه ثمناً لتساهله معهم، وحتى عند استيلائهم على الحكم فى سياق فوضى ما بعد 25 يناير 2011، أوهموا كثيراً من المصريين فى البداية أنهم لا يسعون للسيطرة، وكشفت ممارساتهم كذب ما يدّعون، ومن هنا قامت ثورة 30 يونيو لتُسقط حكم المرشد -وليس مجرد خلع مرسى- واقتلع المصريون الجماعة من جذورها حتى لا تنبت مرة أخرى.
فى كل مرة تفعل الجماعة نفس الشىء بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وتنتظر نتائج مختلفة عن تلك النهايات المأساوية التى تتعرض لها، وحتى مَن يناصرونهم يتمتعون بالغباء نفسه، ومن فترة لأخرى يطلقون مبادرات للتصالح مع هؤلاء الإرهابيين، ولا تجد صداها المتوقع من جانبهم عند عموم الشعب المصرى، وكأنها تولد ميتة، ولعل هؤلاء تحديداً يتوقفون عن مبادراتهم الخائبة والمفضوحة بعدما لمسوا الارتياح الشعبى لقرار لجنة التحفظ والإدارة والتصرف فى أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين بالتحفظ ومصادرة أموال 118 شركة تنتمى للجماعة الإرهابية.
ومن غباء أولئك (أعضاء الجماعة الإرهابية) وهؤلاء (أنصارهم) فى الداخل والخارج، محاولاتهم، على مدى أكثر من خمس سنوات، لتحريض المصريين على الثورة ضد الرئيس السيسى، وهم يلعبون فى ذلك على وتر ارتفاع الأسعار الذى نعانى منه جميعاً دون شك فى ذلك. وأؤكد لكل الأغبياء ممن يفعلون نفس الشىء بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وينتظرون نتائج مختلفة، أن المصريين لن يفعلوها مرة أخرى ولن يثوروا لحسابكم، يعانون.. نعم، يغضبون.. أحياناً، لكنهم ليسوا أغبياء مثلكم، هم يثقون فى وطنية السيسى، ولا يشكون فى إخلاصه وحسن نواياه تجاههم وتجاه مصر، وفى كل الأحوال هم على استعداد تام لتحمُّل أعباء المرحلة الانتقالية بكل صعوباتها، ولا يرون يوماً واحداً من أيام الفوضى التى عمت البلاد عقب أحداث يناير، حاجتهم للأمن والأمان أكثر بكثير من احتياجاتهم المادية، باختصار -بحكم مساحة المقال- المصريون الآن ليسوا فى احتياج للأغبياء، وسيكملون مع السيسى، وطز فيكم.