بضاعة «بكار» للفقير والغنى: واحد «يسقف» عشة.. والتانى يفرش قصر
شعبان
على كنبة من الجريد، تربّع الرجل أمام منزله، ممسكاً مسبحة لا تفارق يمناه. من خلفه عشرات من أعواد البوص والبامبو والعروق الخشبية، وكراسى وموائد من الجريد. هى للبعض سلعة أساسية تدخل فى تجهيز المنزل، ولا تستقيم الحياة دونها لرخص سعرها وملاءمتها لحالتهم المادية، وللبعض الآخر، هى ديكور يصلح فى حديقة المنزل أو مدخل فيلا.
«أنا بتاع الفقير والغنى» بتلك الجملة المقتضبة يبدأ شعبان عيد حديثه بشأن سلعه، التى يبيعها منذ 30 عاماً، وبعدما كان أهالى قريته فى الإخصاص بمركز الصف يسافرون لشراء احتياجاتهم من تلك المواد، وفّر الرجل لهم تلك المسافة عن طريق متاجرته بها.
يعرف الرجل احتياج أهل القرية لسلعته الرخيصة، ويعرفون هم تساهله معهم فى الدفع، والخصومات التى يقدمها لهم، ولذلك يلجأ إليه كثير من أبناء القرى المحيطة به لاحتياجهم لتلك المواد: «ده بالنسبة للناس هنا حاجات أساسية، مابيقدروش على تمن صبّة السقف أو تجهيز البيت، فبياخدوا الحاجة بسعر رخيص وبتعيش طول ما هما محافظين عليها».
يبيع البوص والبامبو ومشغولات الجريد منذ 30 عاماً
سعر الكنبة من الجريد 200 جنيه، والكرسى بـ100 والمنضدة الصغيرة بـ120، بينما عود البامبو بـ50 جنيه وأعواد الشجر الأخرى بنفس السعر، لكن فلق النخل بـ20 مثله مثل فرشة البوص التى تغطى 4 أمتار: «وكل واحد واحتياجه، اللى عايز يعمل سقف بياخد عرق خشب مثلاً بـ100 جنيه وكام عرق تانى أقل فى السعر يبقوا حواليه، والبيت الـ100 متر يحتاجله 15 عرق مثلاً».
تقف سيارة فارهة أمامه، يترجل منها اثنان، يحييهما الرجل الذى يعرفه الكثيرون باسم «بكار» بابتسامة عريضة: «أهو دول ناس مستريحة، بتاخد حاجات للديكور».