كعادة كل حكومة جديدة فى أيامها الأولى: رئيس الوزراء بنفسه، وغالبية وزرائه، فى الشارع. جولات مكوكية من مدرسة إلى مستشفى إلى شركة. حوارات مع مواطنين لسماع شكاواهم. إفيهات وخفة دم «وبُساط أحمدى جداً» وتحية علم وسلام جمهورى.. كأن هذا «الشو» جزء من اليمين الدستورية للمحافظ. تعتقد الحكومة أنها بذلك «أخذت المواطن على حِجرها»، وأنه سيصدقها. سيصدق أنها فجأة أحبته واكتشفت أن الحكومة التى سبقتها كانت مقصرة فى حقه، وأن عليها أن تصالحه بالذهاب إليه فى عقر داره. هذه شكليات لا تنطلى على مواطن يئن ويتقيأ تراباً، ولم يعد يثق فى أى حكومة. المواطن يريد فى الحقيقة مسئولاً على مكتبه، يفهم احتياجاته ويخلص فى تلبيتها ويعامله كبنى آدم. المواطن لا يريد وزيراً فى الشارع.. بل يريد الشارع فى قلب الوزير.