بـ"عمة وجبة وقفطان".. محمود طالب فنون تطبيقية بدرجة قارئ قرآن ومبتهل
محمود خليفة مهندس وقارئ قرآن
يرتدي دائما «عمة وجبة وقفطان»، يجاور عددا من المشايخ فى المآتم، ويذهب أسبوعيا لقراءة القرآن الكريم فى عدد من مساجد مدينته بمحافظة كفر الشيخ، بعد أن ذاع صيته منذ سنوات رغم صغر سنه، فلقبه زملاؤه بـ«المهندس»، وأهله وجيرانه بـ«القارئ والمبتهل»، إنه محمود عاطف خليفة، 22 عاما، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمياط، استطاع الجمع بين الدراسة، وقراءة القرآن الكريم، والابتهالات الدينية، يشارك فى حفلات جامعة دمياط، كما يذهب إلى المآتم للاستماع إلى كبار المشايخ، وأحيانا يشارك فى القراءة فى بعض العزاءات المفتوحة، التى يحضرها فيها أكثر من قارئ.
يقول «خليفة»: «منذ صغرى لم التحق بالتعليم الأزهري وفي عام 2015، اتممت دراستى فى الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمياط، قسم الغزل والنسيج، وحفظت القرآن الكريم على يد العديد من المشايخ، وختمت القرآن وأنا فى الصف الأول الإعدادي، كنت اذهب لقرية بعيدة عن محل إقامتى حتى ختمت القرآن ومُنحت إجازة فى رواية ورش عن نافع، ثم إجازة فى رواية حفص عن عاصم، وأبدأ يومى بمراجعة الورد اليومى الذى هو فرض على كل من حفظ القرآن حتى لا ينسى، ثم أقوم بتلاوة ما تيسر من الآيات وذلك للتدريب على تحسين الصوت وتنمية مهارات القارئ، وأسجل واستمع لنفسى، ثم أبدأ اليوم الدراسى، وفى بعض الأوقات أختم اليوم بمراجعة الورد اليومى، وتلاوة بعض الآيات بعد أن أنهى اليوم الدراسى».
يضيف طالب الفنون الطبيقية: «تعلمت المقامات الصوتية، على أيدى بعض المشايخ، وقراءة القرآن هبة وموهبة من الله سبحانه وتعالى وإستطعت تلاوة القرآن كما نسمع من مشايخ الجيل الذهبى مثل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وأثناء الأجازة الصيفية، اقوم بتلاوته فى المآتم، فأحييت عزاء عمتى، وإفتتحت معظم حفلات جامعة دمياط، لأننى عاشق للقرآن، والابتهالات الدينية شئ فرعى، فنادرا عندما استمع للابتهالات، أنتبه للقراءة أولا ثم الابتهالات، وأُفضل الاستماع إلى بعض المبتهلين، فلكل أذن الصوت الذى تنصت إليه بتمعن، فأنا أستمع الى المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار، والشيخ محمد عمران، وبعض الناس تفضل الشيخ سيد النقشبندى».
«موهبتى الربانية أدخلت السرور لقلب أسرتى، فهم يحفزونى دائما على التلاوة، وفى نفس الوقت ينبهونى أن لا أغفل عن تعليمى ودراستى، ولا أقصر فيها بل أعط لكل شئ حقه، وإستمع الى العظام من المشايخ أمثال محمد رفعت، محمد صديق المنشاوى، محمود على البنا، كامل يوسف البهتيمى، شعبان الصياد، مصطفى اسماعيل، وأبو العينين شعيشع، لأن العلم القرآنى هو همزة الوصل بين الجيل القديم والحديث فضيلة الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى، رحمه الله، لم أنساه لحظة، ودائما حزين على فراقه، ذلك الرجل الذى لمست فيه حنان الأبوة، الرجل الذى عاملنى معاملة الأب لابنه، ولم يعاملنى معاملة المعلم والتلميذ، وهو من جعلنى أتقن المقامات» يضيف محمود.
ويؤكد قارئ القرآن: «طموحى هو إنهاء دراستى بتفوق حتى أتفرغ للتلاوة، والتحق بإذاعة القرآن الكريم، وأسعى لذلك بقوة، وأتمنى أن ينادينى الناس فى المستقبل بالقارئ المهندس، أسوة بالقارئ الطبيب أحمد نعينع، وأنصح القراء الجدد، لا تراعى من يجلس أمامك إن كان ضابطا أو قاضيا أو من كان له شأن فى المجتمع، بل اتقى الله فى تلاوتك، وكن متقنا تماما لأحكام التجويد، ولا تذهب وتبحث عن الشهرة بل اجعل ذلك خالصا لوجه الله تعالى».