كللتها "روجرز".. تفاصيل آخر جولة خارجية لـ"ناصر" قبل وفاته
عبدالناصر
48 عامًا مرت على رحيل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قائد ثورة 23 يوليو، ورئيس مصر منذ عام 1954 وحتى وفاته في مثل هذا اليوم عام 1970، عن عمرٍ ناهز الـ 52 عامًا، بعد رحلةٍ من العطاء والكفاح والنضال، صار خلالها أيقونةً ورمزًا خالدًا، في مصر والأمة العربية.
العام الأخير في حياة الزعيم جمال عبدالناصر كان حافلًا بالأحداث والنشاطات والزيارات العديدة للبلدان الخارجية، للبحث والتشاور في أوضاع مصر ومنطقة الشرق الأوسط المحتدم بالصراع العربي الإسرائيلي.
وكانت الزيارة الأخيرة في حياة ناصر قبيل وفاته، لعاصمة الاتحاد السوفييتي، موسكو، إثر دعوة من الحكومة السوفييتية ومجلس السوفييت الأعلى، والتي استمرت لعدة أيام، حيث وصل الزعيم الراحل يوم 13 يوليو عام 1970 إلى مطار فنوكوفو، بصبحبة وفدٍ رفيع المستوى ضم الفريق محمد فوزي وزير الدفاع، ومحمود رياض وزير الخارجية، ومحمد حسنين هيكل وزير الإرشاد القومي.
كان في استقبال ناصر والوفد المرافق له في المطار، عدد من القادة السوفييت، على رأسهم رئيس الوزراء السوفييتي، ورئيس مجلس السوفييت الأعلى، ورئيس الحزب الشيوعي، في استقبالٍ رسميٍ كبير، قبل أن يشهد استقبالًا شعبيًا حافلًا في شوارع موسكو، من الجماهير الروسية.
زيارة الرئيس عبدالناصر لروسيا بدأت بالتوجه للميدان الأحمر، ووضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول، وضريح الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين، قبل التوجه إلى مقر الحكومة السوفييتية، الكرملين.
مباحثاتٌ عديدة أجراها ناصر في الكرملين مع القادة السوفييت، حول الموقف في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، والاحتلال الصهيوني لسيناء، والاعتداءات المستمرة تجاه الأراضي العربية، بالإضافة للعلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد السوفييتي.
وفي خطوةٍ مفاجئة، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر أثناء الزيارة، وبالتحديد يوم 16 يوليو 1970، خلال اجتماع مع ليونيد بريجنيف، رئيس الاتحاد السوفييتي، وقبل يومٍ واحدٍ من عودته لمصر، قبوله مبادرة وزير الخارجية ويليام روجرز.
المبادرة الأمريكية كانت تنص على وقف النيران لمدة 90 يومًا بين مصر وإسرائيل، وأن يدخل الطرفان في مفاوضات جديدة لتنفيذ القرار 242 الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في العام 1967، ودخلت حيز التنفيذ يوم 8 أغسطس من العام نفسه، لتعرف فيما بعد باسم "معاهدة روجرز".
المبادرة، التي كان يرفضها الزعيم الراحل بشدة في البداية، أنهت حرب الاستنزاف تمامًا، بعد إنهاك إسرائيل بشكلٍ كبير، إلا أنه بعد دخول المبادرة حيز التنفيذ، لم تلتزم دولة الاحتلال بالبند الثاني منها، الخاص بالدخول في مفاوضات جديدة حول الانسحاب.