الشرقية.. ظاهرة التسطيح تتراجع.. وزحام فى الطرقات وبين العربات
مواطنون يلجأون للركوب فوق عربات القطارات بسبب الزحام
مع انطلاق العام الدراسى سنوياً تتزايد أعداد الطلاب والطالبات من أبناء محافظة الشرقية الذين يستخدمون القطارات وسيلة لهم للوصول إلى جامعاتهم فى المحافظات الأخرى، إلى جانب عشرات الآلاف من الموظفين والعمال والمواطنين الذين اعتادوا استقلال القطار يومياً. ومع التشديدات الأمنية تراجعت ظاهرة التسطيح على القطارات نسبياً، حتى أصبحت «من الماضى»، بحسب وصف عدد من الركاب ومسئولى السكك الحديدية، فيما لا تزال ظاهرة الزحام تسيطر على الطرقات داخل عربات القطار، وجلوس الركاب على الفواصل بين العربات. على رصيف 8 بمحطة قطارات الزقازيق، التقت «الوطن» عدداً من الركاب، جلس بعضهم على مقاعد مخصصة كاستراحات، فيما افترش آخرون الأرض فى انتظار وصول قطار الساعة الثامنة صباحاً المتجه إلى القاهرة، حيث بادرتنا «أمنية محمود»، 26 سنة، طالبة دراسات عليا بجامعة القاهرة، بقولها: القطار هو أفضل وسيلة انتقال رخيصة بالنسبة لى، حيث يبلغ سعر التذكرة من الزقازيق إلى القاهرة 5٫5 جنيه فقط، وفى حالة اللجوء لاستقلال سيارات الأجرة، سأضطر إلى دفع نحو 19٫5 جنيه، منها 1.5 جنيه أجرة «السرفيس» للانتقال من محطة الزقازيق إلى موقف «الأحرار»، بالإضافة إلى 18 جنيهاً قيمة أجرة الركوب من الموقف إلى القاهرة.
وأضافت «أمنية»: «أحرص دائماً على التوجه إلى العربة رقم 4 بالقطار، فغالباً يوجد فيها نحو 4 موظفين اعتادوا استقلال نفس العربة منذ سنوات طويلة، وعند مشاهدتهم أى سيدة أو فتاة تقف فى الطرقة، يتركون مقاعدهم ليتيحوا الفرصة للنساء بالجلوس عليها، لحمايتهن من التدافع أثناء حركة الركاب فى الطرقة، ثم ينتظرون نزول أى من الركاب، للجلوس فى المقاعد الخالية، والتى عادة ما تظهر فى محطة بنها، فى منتصف الرحلة تقريباً بين الزقازيق والقاهرة».
«أسامة السيد»، مدرس ويستكمل دراسته بكلية الهندسة فى جامعة بنى سويف، قال إن موعد أول قطار من الزقازيق إلى القاهرة فى الساعة السادسة إلا 10 دقائق، مشيراً إلى أنه يستقل قطار الركاب من الزقازيق إلى بنها، الذى يتحرك فى الساعة 5 فجراً، ثم يستقل قطاراً آخر من بنها إلى القاهرة، قبل أن يستقل قطاراً ثالثاً متجهاً إلى بنى سويف. وأضاف أنه نادراً ما يرى بعض الشبان صغار السن يعتلون أسطح القطارات، وتابع بقوله: «نعانى كثيراً من الزحام داخل القطارات، بعض الركاب يجلسون على المقاعد، بينما غالبية الركاب يضطرون للوقوف فى الطرقات، بينهم نساء وفتيات».
«منار سامى»، طالبة بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، قالت: «أستقل القطار من الزقازيق إلى منيا القمح، وأدفع جنيهاً وربع الجنيه قيمة التذكرة، بدلاً من ركوب الميكروباص، الذى تبلغ قيمة الأجرة فيه 5 جنيهات». وأشارت إلى أنه فى بعض الأحيان لا يكون هناك زحام فى القطارات، وتجد لنفسها مقعداً تجلس عليه، وأحياناً أخرى تضطر للوقوف، خاصة أن الرحلة بين الزقازيق ومنيا القمح تستغرق نحو 20 دقيقة.
ومن جانبه، قال «متولى سعيد»، مدير محطة قطارات الزقازيق، إن «ظاهرة التسطيح على القطارات اختفت نهائياً بمحافظة الشرقية بشكل خاص، وفى محافظات الدلتا بوجه عام، حيث يتم فرض إجراءات أمنية مشددة لمنع هذه الظاهرة، وللحد من وقوع أى حوادث، وحفاظاً على أرواح الركاب ممن لا يدركون خطورة التسطيح»، وتابع فى تصريحاته لـ«الوطن»، أن رجال شرطة السكة الحديد يقومون بالمرور على مختلف المحطات يومياً، لمتابعة استقلال الركاب للقطارات، وفى حالة وجود أى شخص يعتلى سطح القطار، يتم ضبطه وإحالته للنيابة، وفرض غرامة مالية عليه.
وأضاف «سعد» أن القطارات بمنطقة شرق الدلتا، والتى تنطلق من محطة قطارات الزقازيق، يبلغ عددها نحو 110 قطارات، يتم تسييرها يومياً إلى جميع الاتجاهات، منها إلى القاهرة عن طريق بنها، أو القاهرة طريق بلبيس «خط الشرق»، أو إلى الإسماعيلية وبورسعيد، أو إلى المنصورة، أو الإسكندرية، وغيرها.
وحول تزايد زحام الركاب فى طرقات عربات القطارات، ولجوء البعض إلى الجلوس على الفواصل الحديدية بين العربات، قال إن هذا الزحام ناتج عن زيادة أعداد الركاب، وتوافد أعداد كبيرة من الموظفين والطلاب والمواطنين على ركوب القطارات، نظراً لانخفاض تسعيرة الركوب.