يوم الجمعة الماضى، احتفل العالم باليوم العالمى للابتسامة (The World Smile Day)، الذى يتم الاحتفال به سنوياً فى الجمعة الأولى من شهر أكتوبر. وترجع فكرة هذا الاحتفال إلى الفنان الأمريكى «هارفى بال» صاحب رسم «الوجه الباسم» (Smiley Face)، وبدأ الاحتفال بهذه المناسبة فى عام 1999م. ولعل من حسن الحظ أن يتزامن هذا الاحتفال السنوى مع مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعاً، نحن المصريين، وهى نصر أكتوبر المجيد، الأمر الذى يشكل سبباً إضافياً للتفاؤل والابتسام والثقة بأنفسنا على تجاوز الصعاب مهما بلغت، بشرط توافر الإرادة والنية الحسنة وحب العمل.
وتؤكد نتائج دراسات علمية أن الابتسامة تدفع الجسم إلى إفراز هرمونات الإندورفين المسئولة عن الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة. ومن ثم، يمكن اعتبار الابتسامة حقاً للشخص على نفسه، استهداءً بالرواية التى تقول إن سلمان الفارسى قال لأبى الدرداء: «إنَّ لربِّكَ عليك حقاً، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعْطِ كلَّ ذى حقٍّ حقَّهُ»، فأتى أبوالدرداء النبى صلى الله عليه وسلم فذكرَ ذلك له، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَ سلمانُ». والابتسامة وعدم العبوس حق للآخرين عليك ووسيلة لنيل ودهم وحبهم. وفى ذلك، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «تبسمك فى وجه أخيك صدقة». وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق». وكشفت دراسة علمية حديثة أن نوع الابتسامة التى يستعملها الشخص تؤدى إلى ردود فعل نفسية مختلفة لدى الإنسان المخاطب وتتحكم فى نسبة هرمونات التوتر لديه. ويؤكد الباحثون أن تأثير الابتسامة على عملية التواصل مع الآخرين لها مفعول أكبر مما نتصوره.
وقد أدركت بعض الشعوب أهمية الابتسامة، فحرصت على تكريس ثقافة الابتسام وتدريب مواطنيها عليها. ففى الصين، طلب مدير أحد المستشفيات من طاقم التمريض ممارسة الطريقة الصحيحة للابتسام، لإظهار أسنانهم ناصعة البياض، من خلال وضع عود تناول الطعام الصينى، بين أسنانهم، وذلك على غرار قول الكلمة الإنجليزية (cheese)، أى جبن، التى كثيراً ما يقولها من يرغب فى أن يتم التقاط صورة له وهو يبتسم. وتحرص الكثير من الشركات الصينية على ألا تفارق الابتسامة عمالها، ولاسيما بين المضيفين والمضيفات فى الطائرات والقطارات. ويقال إن رئيسة الفلبين السابقة كانت فى زيارة خارجية وعندما عادت إلى بلادها، لاحظت أن موظفى المطارات لا يبتسمون فطلبت منهم أن يحافظوا على عادة الابتسام فى وجوه المسافرين. وفى ميلان، ينبغى -حسب القانون- أن يكون الشخص سعيداً ومبتسماً فى كل الأوقات، باستثناء أثناء مشاركته فى المآتم وزيارة المستشفيات. وفى ولاية أوكلاهوما الأمريكية، ووفقاً للقانون، لا يجوز لأى شخص أن يسير فى الأماكن العامة دون أن يبتسم. ببساطة، إذا كنت تواجه يوماً عصيباً، وتنهال عليك بعض المشكلات الصعبة، لا تعبأ بها مهما كان الأمر وحافظ على ابتسامتك حتى لا تتعرض للمساءلة القانونية. وفى الهند، ظهرت رياضة «يوغج الضحك» عام 1995م، على يد الدكتور «مادان كاتاريا»، حيث ظهر أول نادٍ للضحك (Laughter Club)، لتنتشر سريعاً من الهند إلى أمريكا وأوروبا، قبل أن تصل إلى منطقتنا العربية، حيث تم فى العام 2017م تأسيس أول نادٍ للضحك فى مملكة البحرين.
وفى الختام، رسالتى لك أيها القارئ العزيز هى: «اضحك من قلبك». «اضحك، تضحك لك الدنيا». «اضحك، فالضحك يساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج الداخلى والتخلص من الأفكار السلبية».. وللحديث بقية.