جاهدوا واسعوا للخلاص من خطاياكم تحيوا كراماً
يجب أن نواجه أنفسنا، ولو مرة واحدة، عن أنواع الخطايا التى نحيا بها واستمرائنا وجودها فى حياتنا، والتى يتعين على الجميع أن يقف أمامها حتى نغتسل ونتطهر منها إذا كان هدفنا أن نحيا كراماً، وننهض بالدولة ونتقدم.
وأولى هذه الخطايا خطيئة شيطان السوشيال ميديا، أو كما أحب أن أصفه بمجتمع (الهمزة اللمزة).. ولمن لا يعرف، فإن التعريف الصحيح لمعنى الهمزة اللمزة هو:
* لمزة ﴿١ الهمزة﴾ اللمزة: العياب، الكثير اللمز. وقالوا: اللمزة: الذى يعيبك فى وجهك. والهمزة: الذى يعيبك فى الغيب. والهمزة اللمزة: الذى يغتاب الناس ويَغُضُّهم.
* لمز اللمز: الاغتياب وتتبع المعاب. يقال: لمزه يلمُزه ويلمِزه. قال تعالى: ﴿ومنهم من يلمزك فى الصدقات﴾ [التوبة/58]، ﴿الذين يلمزون المطوعين﴾ [التوبة/79]، ﴿ولا تلمزوا أنفسكم﴾ [الحجرات/11] أى: لا تلمزوا الناس، فيلمزوكم، فتكونوا فى حكم من لمز نفسه، ورجل لمّاز ولمزة: كثير اللمز، قال تعالى: ﴿ويل لكل همزة لمزة﴾ [الهمزة/1].
* وهذا هو حال السوشيال ميديا الآن، فلا عمل لها إلا ترويج الشائعات، وإثارة الرأى العام فى مواضيع كاذبة غير حقيقية، الغرض منها إحداث الفتنة بين الشعب وطوائفه أو الشعب وحكومته، إننا نعانى وبشدة من هذا الشيطان القائم على النميمة والاغتياب. ولمن لا يعرف معنى الغيبة، فإن الغيبة فى اللغة: هى التحدث غيباً عن الإنسان بصفاتٍ موجودةٍ فيه، لكنه يكرهها، ولا يحب أن تنتشر بين الناس، ويندرج تحت مسمّى الغيبة لفظان، هما من أقسام الغيبة المحرمة: الهمز واللمز، ورغم كل ما ذكر يبقى دور الفتنة الواقعة، فإنها العمود الأساسى الذى تقوم عليه السوشيال ميديا، لا توجد دولة فى العالم تسىء استخدام السوشيال ميديا وتسخّره لتدميرها مثلنا.
نحن يا سادة بحاجة إلى إعادة تنظيم العلاقة فيما بيننا، وبين السوشيال ميديا، وبحاجة إلى أن نستخدم الأسلوب الصحى والعلمى فى التعامل معها. نحن لدينا القدرة على ذلك، وقادرون أن نرتقى بسلوكنا فى تعاملنا مع السوشيال ميديا، وما يصدر عنها، أو ما ينتشر بسببها، وقادرون على الارتقاء بالسلوك العام الحاكم للأداء الشامل للسوشيال ميديا، تغيروا يرحمكم الله، وارتقوا حتى لا نكون من: الهمزة اللمزة والعياذ بالله.