■ حينما يستشعر ضابط شرطة بتضخم الذات فيتجاوز حدود وظيفته، ويتناسى أن مهمته الأساسية هى تحقيق الأمن -معنىً ومبدأً- لدى كل المواطنين، فهذا نوع من إهدار الوطن والإسهام فى إشعال الأوضاع فيه. فهل يدرك هذا الضابط وضع بلاده السياسى والاقتصادى والأمنى؟ هل يدرك حالة الخوف من عودة من هم على شاكلته ممن أساؤوا لمهمة الأمن فى مصر عبر سنوات، وأضاعوا جهود شرفاء كثيرين ضحوا بأعمارهم من أجل حماية الوطن؟ وهل يدرك أن النفوذ الذى منحه له زيه الميرى من الممكن أن يضيع أمام غضب الجماهير كما سبق أن حدث عام 2011؟ لا أعتقد أنه يدرك أياً من هذه الأشياء لأنه لو أدركها لعلم أن قوة الإنسان وبخاصة أصحاب النفوذ تكمن فى احترام الإنسان أياً كان. «عن الضابط الذى تعرض لمعد فى برنامج يوسف الحسينى فى كمين حلوان أتحدث».
■ وحينما يستشعر الإعلامى بقوة نفوذ كلماته عبر بوقه التليفزيونى، فيهدد ويتوعد ويمنح مهلة لوزارة الداخلية بأكملها وزيراً وعاملين للتحقيق مع هذا الضابط ومجازاته هو ومساعديه، ونعت الضابط وشركاه ومَن على شاكلته بألفاظ من عينة «يا قطة» والقَسَم بأغلظ الأيمان باتخاذ موقف حاسم إن لم يتحقق له مطلبه!!! فهذا نوع من السقوط الإعلامى وتوهم القوة الزائفة للذات الإنسانية ينطبق عليها قول الخالق «إنه كان ظلوماً جهولاً». لأن الإعلامى لم يدرك الصورة العامة للوطن ولا لوجود حالة من التربص بالأمن من قبل آخرين يخلطون بين الفوضى والحرية، متجاهلين ضباطاً يقفون فى الشارع أكثر من 18 ساعة كل يوم. ولذا لا يختلف فعل الإعلامى المتجاوز عن فعل الضابط المسىء، كلاهما لم يراع الوطن وأساء له. (عن يوسف الحسينى أتحدث).
■ وحينما تتجاهل وزارة الداخلية حقيقة ما ينبغى عليها القيام به ويقع على عاتقها فى تلك المرحلة الدقيقة فى حياة الوطن، ويتمثل فى ضرورة إعداد المواطن الأمنى وتوعيته وتزويده بما يحتاج له من وسائل لتحقيق الأمن ورفع حالته المعنوية وتبصيره سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بالأحوال الحالية، فهى شريكة فى الجرم لأنها ستقدم فردها الأمنى قرباناً لغول الفشل التعليمى والإعلامى، وهى تتوهم أن فرد الأمن هذا هو وسيلتها لفرض حالة واهية من الاستقرار يمكن أن تنهار إن هبت عليها رياح الفتن.
■ وحينما يتخيل بعض شباب الوطن أن مهمتهم الأساسية فى تلك اللحظة هى إسقاط هيبة الدولة عبر الاحتكاك بضباط الأمن وجنوده وسبهم ولعنهم ووصفهم بالبلطجة بهدف إسقاطهم مجدداً، وبدعوى أنهم يحققون ما فشلت فيه ثورة يناير!!! فهذا نوع من الخرف المجتمعى ونقص الوعى الأسرى القادر على احتواء هؤلاء الشباب وتبصيرهم وإعادة الصورة الحقيقية للوطن وحقوقه لهم. ويؤكد على حاجتنا لمشروع قومى يجمع هذا الشباب بأسرع وقت وإلا ضاع الوطن يا ولدى.
■ أستشعر الخوف من غياب الرؤية لدى من يفترض فيهم القيام بمهام الحكومة فى الشئون الاجتماعية والشباب ورئاسة الوزراء، لأنهم لا يفكرون، ولو فكروا لا ينتبهون، ولو انتبهوا لا ينفذون. فلو فعلوا لأدركوا وجود عشرات من الطلاب المفصولين بسبب قيامهم بأحداث شغب وعنف لا تليق بالجامعة، فهل فكروا فى ضرورة البدء فى إجراءات تجنيد هؤلاء الشباب وإلحاقهم بصفوف الجيش وتأهيلهم نفسياً وذهنياً لحقائق عميت عنها العيون، ومنحهم فرصة إكمال دراستهم بدلاً من أن يكتسب الوطن ضائعين جدداً؟
■ كلمة أخيرة.. عرفت السويد طريق نهضتها منذ 100 عام عبر مجموعة من المدرسين قرروا تحمل مسئوليتهم كبشر، فجابوا المدارس والكنائس ودور الأيتام يقرأون القصص والكتب للأطفال، فغيروا مستقبل أمتهم. عزيزى المواطن أنت المسئول.