كلنا يذكر القمم السابقة، عندما قالت مصر، على لسان عبدالفتاح السيسى، إن هذه القمة الثلاثية، بين القاهرة وآثينا ونيقوسيا، هى آلية تنموية ترحب بدول الإقليم، وليست متجهة ضد أحد.
وبعد أن تعددت القمم، وانعقدت بالفعل القمة السادسة فى جزيرة كريت، بات واضحاً أننا أمام تحالف شرق متوسطى يستهدف الخير لشعوب الدول الثلاث، باتفاقاته ومذكرات التفاهم التى شملت التعليم والجمارك، وبحثت تحديات المنطقة، كالإرهاب والهجرة غير الشرعية، والشراكة -وليس فقط التعاون- فى مجال النفط والغاز، والاتفاق على تسييل الغاز لصالح الدولتين (اليونان وقبرص)، والوصول إلى آفاق أرحب من التعاون مع العالم، إلى حد أن رئيس وزراء اليونان دعا إلى عقد اجتماع دورى بين العالم العربى وبين الاتحاد الأوروبى.
ما لفت نظرى هو ترحيب شعوب الدول الثلاث بهذه القمة التى تحدثت بأمانة شديدة وحيادية ووضوح عن مشاكلهم وطموحاتهم، ووضعت النقاط فوق الحروف بشأن تنمية الإقليم اقتصادياً وسياسياً وسياحياً وثقافياً.
ولا شك أن القمة الثلاثية السادسة قد جسّدت الآلية التى تحقق ذلك، والمواجهة صفاً واحداً فى وجه الإرهاب الذى قالت عنه مصر إنه آفة عالمية، ومن ثم يجب أن تكون مكافحته عالمية أيضاً، أملاً فى أن يصبح العالم -كل العالم- أكثر أمناً وأماناً واستقراراً.
والحق أن هذا التحالف الوليد الذى توفرت عناصره بين الدول الثلاث قد زرع الأمل فى النفوس، فانتهت -إلى غير رجعة- القلاقل والتوترات التى كانت تحدث فى البحر المتوسط، وسرقات النفط والغاز من المناطق الإقليمية فى شرق المتوسط.. وتدعو القمة الثلاثية إلى حسن الجوار، وإبعاد شبح المواجهات العسكرية، وإحلال الحوار السياسى البنّاء، وهذه المبادئ هى -لعمرى- أسس التحالف المنشود الذى أعاد البسمة للوجوه مجدداً. ولا بد أن نعترف بالجهد الذى يقوم به الرئيس السيسى، وسعيه إلى توظيف زياراته الخارجية لإسعاد شعبه وتخفيف المعاناة الحياتية عنه اليوم وغداً وبعد غد.
ولا شك أن تحالف الدول الثلاث سيكون آلية ترحب بجميع الدول ولا تستهدف أحداً من منظور التعاون وتعميق العلاقات مع دول المنطقة ودفع عجلة التنمية والتطور، ولتكن الدول الثلاث ملتقى الحضارات والثقافات، مثل جزيرة كريت التى احتفت بها القمة الثلاثية السادسة، ووصلت برسالتها السلمية للعالم أجمع ولسان حالها يقول: أمن وأمان واستقرار فى العالم كله، والقضاء على الإرهاب الدولى والهجرة غير الشرعية واللاجئين.