بين الحين والآخر، نقرأ فى الجرائد عن إنذار شركات القمامة بالالتزام برفع المخلفات من الشوارع والميادين، وضرورة الالتزام بنصوص العقد المبرم بينها وبين هيئة النظافة، وما يترتب على ذلك من اتخاذ الإجراءات الصارمة عند المخالفة.
من الواضح أن المسئولين فى الأحياء لم يقوموا بمراجعة أعمال شركات النظافة ومدى التزام كل شركة منها برفع المخلفات وتكثيف العمل ورفع القمامة يومياً، رغم ما تتيحه لهم العقود من فسخ عقد أى شركة تتراخى فى عملية الجمع اليومى.. خاصة بعد زيادة معدلات شكاوى المواطنين من سوء حال النظافة.
منظر «القمامة» فى بعض الشوارع ورائحتها النفاذة.. أصبحا أمراً لا يحتمل، ولا أعرف هل تملك الأحياء بدائل لتلك الشركات التى تتوعدها بفسخ عقود النظافة أم أن الأمر لا يعدو مجرد كونه تهديداً شفهياً.. لا يتجاوز حدود نشره فى الصحف والمواقع الإلكترونية.. خاصة أنها مغامرة غير محسوبة العواقب فى حالة لو لم يكن هناك بدائل لتلك الشركات؟
لاحظت فى الفترة الأخيرة هذا الكم الضخم من التصريحات حول مسألة نظافة شوارع القاهرة، ولكننا لم نسمع حتى الآن عن تطبيق أى عقوبات رادعة لأى شركة لم تقم بالمهام المطلوبة منها، وهى مخالفات كثيرة، يعرفها كل من يتجول فى شوارع القاهرة.
المواطن المصرى العادى لا يزال يشعر بالفارق الكبير بين عمل تلك الشركات وبين جامعى القمامة البسطاء، بل إنهم يتحسرون على أيامهم بسبب سوء خدمة تلك الشركات أو بسبب عدم توافر «صناديق» لها فى الشوارع.. خاصة الشوارع الصغيرة. ولقد لجأ العديد من المواطنين لجامعى القمامة بعد أن تراكمت المخلفات على ناصية الشوارع الصغيرة، وما ترتب على ذلك من انتشار الروائح الكريهة وزيادة نسبة الذباب والحشرات التى تهدد الناس بأمراض خطيرة.
ما سبق، ليس له علاقة بفكرة إعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها على عدة مستويات سواء مخلفات الأغذية لاستخدامها كسماد عضوى، أو المخلفات الصلبة لاستخدامها فى صناعات بديلة، وهو الأمر الذى من شأنه توفير فرص عمل عديدة ودعم العديد من المهن اليدوية، وفتح أسواق جديدة، وهو الأمر الذى ينتج عنه حفاظ على البيئة من جهة، وعدم نشر فوضى المخلفات سواء داخل المدن أو خارجها، من جهة أخرى، لكن الاعتماد على إعادة تدوير المخلفات لا يكفى لحل كل المشكلة.
نقطة ومن أول السطر..
لا نحتاج إلى أكثر من الحزم والحسم فى الاتفاقات والعقود الموقعة بين الجهات التنفيذية الرسمية وبين شركات النظافة لكى لا يصبح كلام المسئولين مجرد كلام «طق حنك».. لزوم الاستهلاك الإعلامى.