المنابر الإلكترونية.. حصون مشايخ «السلفية» هرباً من كماشة «الأوقاف»
أبوإسحاق الحويني ومصطفى العدوي
بعد انتهاء حكم تنظيم الإخوان الإرهابى، لم يكن أمام الدولة المصرية خيار آخر لقطع دابر ذلك التنظيم سوى «مواجهة الفكر المتطرف الذى تتحصن به جماعات الإرهاب والتكفير، وإعادة الخطاب الوسطى السمح إلى المنابر»، وكان هذا التكليف هو خارطة الطريق للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، منذ توليه المسئولية فى يوليو 2013، حيث عمل على تطهير الوزارة من أتباع التيار السلفى والإخوان وجماعات التكفير، وسجلت «الأوقاف» خلال الخمس سنوات الماضية العديد من البلاغات ضد قيادات سلفية تنتهك الضوابط التى تنفذها الوزارة للسيطرة على المساجد وشئون الدعوة.
وأمام «كماشة» الأوقاف، سارع مشايخ السلفية إلى عدة بدائل للوصول لأتباعهم، وكانت مواقع التواصل الاجتماعى هى الوسيلة الأسهل، وسجل آلاف المتابعين حضورهم وتفاعلهم مع صفحات مشايخ السلفية وعلى رأسهم أبوإسحاق الحوينى ومصطفى العدوى ومحمد الزغبى ومحمد حسان وعبدالله شاكر وآخرون، حيث يتم بث الدروس الخاصة بالمشايخ عبر خاصية «live»، والرد على الأسئلة، كما اتجه بعض السلفية لإنشاء حسابات خاصة على مواقع ذات حضور كبير مثل موقع «ask»، وتنشط فيه حسابات الشيخ يحيى الحوينى والدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية.
كما دشن مشايخ السلفية مواقع خاصة لنشر دروسهم وندواتهم ونصوص من كتبهم وفتاويهم عليها، ومنها مواقع الدعوة السلفية «أنا السلفى» و«صوت السلف» و«المدرسة الربانية» لمحمد حسين يعقوب، وموقع شيخ المداخلة محمد سعيد رسلان، و«موقع البصيرة» للشيخ أحمد النقيب، رئيس الأكاديمية السلفية بالمنصورة، وموقعا قناة الرحمة ومحمد حسان ويشرف عليهما أسرة «حسان»، وكذلك موقع الشيخ محمد الزغبى.
ويحتشد مشايخ السلفية عبر 6 فضائيات دعوية تشمل «الرحمة، والندى، وصفا، ووصال، والمحبة»، فيما يظهر الشيخ محمود عبدالرازق الرضوانى عبر قناة البصيرة المملوكة له، ويظهر فى تلك القنوات عدد من مشايخ الصف الثانى، منهم محمد راتب النابلسى، وعبدالرحمن منصور، ومدحت أبوالدهب، وعماد رفعت، أحد أبناء الجمعية الشرعية، ومحمد داود، ومحمد الحسانين، وسعد عرفات. وتتنوع برامج السلفية بين شئون المرأة والسحر والعلاج بالقرآن، والمغفرة والمعصية، وبرامج عن السنة وأخرى عن كتاب الله، وبرامج للفتوى.
وقال النائب محمد أبوحامد إن الفكر السلفى لا مكان له فى مصر، لكن وجوده على الإنترنت خطر كبير على الدولة الوطنية والمواطنة، ولا بد من مواجهته فكرياً وتحذير الناس منه، فهم يسيرون عكس الحياة وحينما تسعى الدولة لتنظيم الأسرة مثلاً، يدعون هم للعكس. وأضاف أن السلفية ترفض تطوير الخطاب الدينى، لأنها ستطال مُسببات وجوده، وهى نشر التراث بما فيه من خير وشر، فهذا التيار يحيا على انتشار فكرة التراث والماضى والبحث عن حلول فى الماضى لحوادث العالم المعاصر، ما يُعد شبه مستحيل لتغير الأحوال والظروف، وما زالت فرصة المؤسسات الدينية قائمة لإثبات وجودها فى مواجهة التيارات الأخرى، خاصة أن الناس باتت تنظر لتيار الإسلام السياسى بريبة وشك، إلا أن تلك المؤسسات تصر على أسلوب الموظفين وهو ما لن يُسعف أحداً، ووجود أفكار مثل السلفية يعود لضعف المؤسسات الدينية.
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «مشايخ السلفيين يستغلون كل ما يقع تحت أيديهم من وسائل اتصال للوصول ويعتمدون على الانتشار من أجل السبوبة، ويعيدون إحياء أنفسهم منذ ظهورهم عبر شرائط الكاسيت ثم الفضائيات وظهورهم الأكبر عبر الإنترنت، الذين يجيدون استغلاله.