الاستجابة والإنقاذ.. مواقف إنسانية للشرطة ترسخ للتقارب مع المجتمع
اللواء محمود توفيق وزير الداخلية
بدأت الشرطة، خلال السنوات الماضية، في تنفيذ سياسات جديدة تقوم على توطيد العلاقة مع أطياف الشعب وتلبية نداءاتهم ومتطلباتهم في مختلف مواقفهم اليومية.
اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، وجّه أيضا بتفعيل الدور المجتمعي لأجهزة الشرطة من خلال التعامل الإيجابي مع كافة الحالات الإنسانية التي قد تحتاج مساعدة أجهزة الأمن.
لم يقف دور أجهزة الأمن على محاربة الإرهاب والفساد وملاحقة الخارجين على القانون وتقديم شهداء يوميا في ميادين المواجهة، فهناك فريق آخر يحتك عناصره بالجمهور، وترجموا توجيهات الوزير الواردة بالكتب الدورية، إلى أفعال من خلال تصرفاتهم مع المواطنين في الشارع، فضلا عن المساهمة في تخفيف الاعباء على المواطنين في مختلف المناسبات، حيث أنشأت الوزارة منافذ "أمان" وتتمركز منافذها في المناطق الشعبية لبيع سلع غذائية بأسعار مخفضة، كما أقامت معرض "كلنا واحد" لبيع مستلزمات المدارس بأسعار زهيدة.
وللشرطة مواقف إنسانية مع المواطنين، يتجلى فيها الدور المجتمعى لها، وترصد "الوطن" في هذا التقرير، بعضا منها:
تلقت غرفة عمليات النجدة، أمس، بلاغا بوقوع حادث مروري بميدان أربيلا بالتجمع الخامس، وانتقلت قوات الشرطة إلى هناك، وتبين انقلاب السياره النقل رقم "8345 ص ق ب" المحملة بالرمال نتيجة إختلال عجلة القيادة في يد قائدها "عاطف محمد عبدالله"، والذي تبين أنه ما زال محتجزا بداخلها نتيجة الحادث، على الفور وصل عناصر من وحدات الإنقاذ بالإدارة العامة للحماية المدنية، وبدأت في مباشرة عملها، مستعينة بمنشار كهربائي لنشر كابينة السيارة، وتمكنت من استخراج السائق، ثم نقلت السائق إلى المستشفى برفقة ضباط من إدارة حقوق الإنسان للإطمئنان عليه، بعدما تبين إصابته بكدمات وسحجات نتيجة الحادث.
مساء يوم الأربعاء 10 أكتوبر الجاري، بذل رجال الحماية المدنية جهودا مضنية، لإنقاذ قطة علقت في نخلة بالجزيرة الوسطى في شارع الهرم، وما أن تمكن أحدهم من إلتقاطها حتى ألقاها ليتلقاها آخرون أمسكوا ببطانية، ثم غادروا المكان بعد الاطمئنان عليها.
وفي واقعة مماثلة يوم 8 مايو 2017، تلقى قسم شرطة أول شبرا الخيمة بلاغا من سيدة مفاداه أن قطة سقطت في منور العقار الكائن بمنطقة أرض نوبار، وعلقت بداخله منذ يومين، وتحركت عربة من الحماية المدنية إلى مكان العقار، وتمكن أفراد الحماية من انقاذها، حيث تسلمتها المُبلغة وتعهدت برعايتها.
وفي سبتمبر 2017، تلقت غرفة عمليات نجدة القاهرة بلاغا من ربة منزل تستغيث فيه وتطلب حضانة لنجل شقيقتها الرضيع، وتواصلت النجدة مع عدة مستشفيات حتى تمكنت من التوصل لمكان يناسب الحالة الصحية للرضيع، داخل إحدى مستشفيات القاهرة الجديدة، وأشرفت مديرية أمن القاهرة على نقله إلى هناك.
وفي أغسطس الماضي، ساهمت سرعة تجاوب أجهزة الأمن في القاهرة مع أحد البلاغات في إنقاذ سيدة مسنة من الموت المحقق داخل شقتها، وقامت بنقلها لأحد المستشفيات؛ لتلقّي العلاج، بعدما تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بلاغًا من (فاروق ع.- تاجر فاكهة) بمنطقة المرج، حيث تلقى اتصالا تليفونيا من سيدة تتعامل معه بصفة مستمرة، وتقيم بمفردها بشارع فريد سميكة دائرة قسم شرطة النزهة، وانقطع الاتصال التليفوني أثناء حديثها وحاول المبلغ الاتصال بها أكثر من مرة لم يتم التجاوب.
فتوجه النقيب محمد العقباوى، رئيس دورية قسم شرطة النزهة، بصحبة سيارة الإسعاف إلى مكان سكن السيدة، وبالطَّرْق على باب الشقة أكثر من مرة لم يتم التجاوب، وبالاستعلام من الأهالى أفادوا بتواجد إحدى السيدات المسنّات مقيمة بمفردها بالشقة، وأثناء ذلك تنامى إلى مسامع رئيس الدورية صوت استغاثة من داخل الشقة، وتبيّن تواجد "ت م" 76 سنة، ملقاة على الأرض، وفى حالة إعياء شديد، حيث تم رفعها بمعرفة المسعف وتقديم الإسعافات الأولية لها، وقام رئيس الدورية بالتواصل مع إدارة تأمين المستشفيات للتنسيق لنقل الحالة إلى مستشفى عين شمس التخصصى.
ولعل صورة النقيب أحمد نافع، من القوات الخاصة، والتى انتشرت، الشهر الماضي، وظهر ممسكا بيد طفلة صغيرة محاولا طمأنتها بعد القبض على والدها تاجر المخدرات، خير دليل على أن الشرطة سلكت طريقا آخر إلى قلب وعقل الشعب، بفضل سياساتها الجديدة وحُسن تطبيقها.