«أشراف قنا».. شدوا الرحال من الصعيد لخدمة زوار «الولى»
أشراف قنا يتطوعون لخدمة الزوار
رجلان، يبلغان من العمر أرذله، يرتديان جلبابين، يجلسان فى إحدى الخيام بجوار بوابات المسجد وبجوارهما مجموعة من الشباب يقومون على خدمة زوار المولد متطوعين، جاءوا جميعاً من محافظة قنا، فى صعيد مصر، حباً فى أولياء الله الصالحين، وإيماناً منهم بأن خدمة هؤلاء شرف لهم، فهم ينتمون لقبيلة «الأشراف»، لم تمنعهم مشقة السفر من إعداد وجبات الطعام وتوزيعها على المساكين، وضيوف سيدى إبراهيم الدسوقى.
«ربنا قال إن أولياء الله محفوظين، نحتفل بموالد جدودنا، نقدم لهم الخدمة التى تليق بهم، بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد بكار، 65 عاماً، حديثه لـ«الوطن»، مؤكداً أنه يتم توزيع الأطعمة طوال الأسبوع على المريدين والمساكين.
يقول: «كل عام أترك أسرتى المكونة من 8 أفراد وأتجول فى الموالد منذ 50 عاماً، حباً فى أولياء الله الصالحين، فنحن عشنا عمراً طويلاً لخدمتهم، نتبرك بهم ونأخذ البركة لبيوتنا، نعتبر أنفسنا أجناد الله لخدمة هؤلاء، لا نقبل رغيفاً واحداً من جيب أحد، فخدمتنا كلها تطوعية من قبيلتنا، ننشر الفكر الإسلامى الوسطى، نحارب الإرهاب جنباً إلى جنب مع الحكومة، عن طريق تلك الخدمات ونشر الفكر، إيماناً منا بأن الأولياء الصالحين أساس مصر».
إلى جوار الشيخ «بكار» يجلس زين العابدين محمد الصغير، البالغ من العمر نحو 70 عاماً، حافياً مرتدياً جلباباً، جاء من قنا لخدمة ضيوف «الدسوقى»: «وهبت نفسى لله ولخدمة محبى رسول الله وسيدنا إبراهيم الدسوقى، وكل الأولياء الصالحين»، عبارات يبدأ بها العجوز حديثه، مؤكداً أنه قضى نحو 50 عاماً متطوعاً لخدمة زوار آل البيت، متنقلاً بين كل موالد الأولياء بمصر من شرقها لغربها، لا يترك مولداً واحداً إلا وكان هو من أوائل الخُدام.