فى يوم من الأيام، انقلبت الدنيا واستنفر صناع الأخبار، وأعدوا جيوش المراسلين، بكاميراتهم وميكروفوناتهم ودفاترهم، وأظنهم ما زالوا مستنفرين حتى هذه اللحظة، فهناك من بلاد الفينيقيين، تأتى فتاة من الشرق الأوسط من عالم العرب ومن دين العرب فجأة وتختطف أشهر أعزب من بلاد الفرنجة، بل إنه من نجوم الصف الأول، ومن أوسم وأكثر الرجال جاذبية على سطح البسيطة، تجن كاميرات التصوير ويعلن الإعلام والصحافة الانقضاض على أشهر وأحدث قصة حب فى العالم.ترى ما سر سحر هذه القصة؟ وما الذى ربط بين الشرق والغرب؟ وما هى القوى التى غلبت العواقب التى كان حرى بها أن تفرق بينهما؟ ماذا فعل (كيوبيد) بهذين العاشقين؟! ومن منهما كسب الآخر؟ ومن منهما يستحق الحسد على الآخر، إن لم نجد من الحسد بداً؟!(أمل) امرأة ثلاثينية، محامية مشهورة ولامعة، تعمل فى المحاكم الدولية والمحافل العامة، مثقفة، لها رأيها وشخصيتها وتوجهها السياسى والعقائدى، هى نتاج بيت امتهن الثقافة والعلم والتحضر حتى بلغ بهم الأمر إلى تجاوز عوائق عقائدية بين الأم والأب نفسيهما، بهذا خرجت (أمل)، ابنة السهول والجبال اللبنانية، وذات التربية اللندنية والتعليم الأمريكى، إلى العالم، بشخصية ومفاهيم مختلفة عن أى فتاة عربية تقليدية، ربما شابهنها الكثيرات فى هذه الأوصاف، لكن بالتأكيد كانت الوحيدة التى أحبها (كلونى) وأنهى عزوبيته بها.فتاة بهذه الصفات، ما الذى يمكن أن يحرك وجدانها؟ ومن الذى يستطيع سلب قلبها؟ بالتأكيد لا يجب أن يكون عادياً، فهى جميلة وجذابة ومثقفة، وبالتأكيد ميسورة الحال، إذاً من الذى يمكنه أن يضيف إليها ولكيانها شيئاً غير عادى، لتكتمل به صورتها ولتصبح الفتاة الحلم والمرأة الأكثر سعادة؟! لا بد أن يكون الرجل الحلم، ويا حبذا لو تفرد بصفات عن سائر الرجال! فيا ليته يكون مشهوراً، وسيماً، غنياً، جذاباً؟ ولكن أهى صفات موجودة؟. بالطبع إنه هو ذات النجم العالمى الوسيم الذى تكثر حوله القصص والحكايات، نعم إنه هو يا (أمل)!!!بالفعل يستسلم قلب (أمل) لإشارات عقل (أمل)، وعلى الفور تبدأ فى إغلاق تويتر الخاص بها، فهى لا تريد للعالم أن يعرف شيئاً الآن، ونحن فى بلاد العرب نقول: «دارى على شمعتك تقيد»!!! عربية بحق يا (أمل).أما صاحبنا ذو الخصلات الفضية، التى أطاحت بقلوب فتيات العالم وأسرت قلوبهن، سواء كن من بنات الشرق أو الغرب أو حتى فتيات هوليوودية!!!! فهو أيضاً ليس ببعيد عن الفكرة ذاتها، فهو البطل الوسيم، الذى خرج من زواج فاشل، أقسم من بعده على الملأ، على عدم العودة لفعلته هذه مرة أخرى، وأنه لن يقف على مذبح الكنيسة مرة أخرى ليقول نعم فى السراء والضراء!!، لكن ترى أتخيل أنه سيتزوج مدنياً من فتاة ذات شعر أسود جاءت من بلاد العرب؟!! بل نصف مسلمة، نصف درزية، وعربية!!!!! غريبة هى مفاجآت الدنيا، بل ربما كانت هذه الاختلافات والمفاجآت هى السبب الرئيسى فى إشعال جذوة الحب بينهما، وبهذه السرعة وبذاك الحرص.رجل مثل (كلونى)، وسيم ونجم ذو شهرة وثروة، من تلك التى ممكن أن تضيف إليه؟! نجمة هوليوودية مثله؟! لا أعتقد!! سيدة أوروبية أو أمريكية؟ ما الجديد؟ ملكة جمال الكون؟! أيضاً لا جديد، فكل من سعين إليه كن جميلات، إذاً ما الجديد؟ ما الذى يجعل أبصار العالم تشخص نحوه؟ وما الذى يجعل العالم لا يكف عن الحديث عنه وعن زواجه الميمون؟ ومن التى ممكن أن يتباهى بأنه من أجلها حنث بقسمه على عدم الزواج مرة أخرى؟!إنها العربية (أمل)، التى أضافت إليه أكثر مما أضاف هو إليها، فالممثلون والنجوم كثر، وهم أهل شهرة وألق، لكن يبقى للتميز العملى والعلمى ثقله وسحره، خاصة إذا كان يضاف إليه ذكاء وجمال سيدة فى العقد الثالث من العمر، رزينة ومثقفة، واثقة الخطى، ناجحة ومميزة.إذاً فالاثنان بحثا عن التميز والإبهار، وقد حصلا عليه باقتدار، والدليل على ذلك أنهما لم يكتفيا بحفل عادى يتوج قصة حبهما بل جعلاه احتفالاً كبيراً أنفقا عليه ببذخ، ولونا عيون المشاهدين بألوان فساتين (أمل) المتنوعة والأنيقة، وجعلا العالم يخمن حجم الحجر الماسى الفخم ومبلغه الكبير وفستان الزفاف الذى بات ينافس فستان زوجة ولى عهد بريطانيا العظمى شخصياً، إذاً فكلمات السر فى حبهما هى الإبهار والمفاجأة والكتمان واحتواء الاختلاف.ما زال العصفوران يغردان وينعمان بأيام الحب الأولى، ترى ماذا تخبئ لهما الأيام؟ وماذا تطوى صفحات الحب لهما؟!