مصر القبطية: العائلة المقدسة باركت مصر برحلة «العامين ونصف».. و«الكتاب» ذكرها 700 مرة
صورة تعبيرية للسيدة العذراء والمسيح ويوسف النجار فى رحلتهم لمصر
حظيت مصر بمكانة كبيرة، لم تحظ بها أى دولة أخرى، فى الكتاب المقدس، إذ ذُكرت نحو 700 مرة فى آياته، وفقاً لتصريحات متكررة للبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فقد كانت مصر ملجأ وملاذاً للعائلة المقدسة، وشرفت بمباركتها لها، فى مسار ورحلة ما زالت ملء سمع العالم وبصره حتى اليوم.
25 مساراً توثق لجوء المسيح لأرض الكنانة.. والقس مكاريوس فهيم: مواضع الرحلة المباركة تحولت لأديرة وكنائس
جاء المسيح وأمه مريم البتول إلى مصر هرباً من بطش الرومان، ومكثا فيها عامين وستة أشهر وعشرة أيام، فى رحلة تضمنت نحو 25 مساراً امتدت لمسافة ٢٠٠٠ كيلومتر من سيناء حتى الصعيد، إذ بدأت من الفرما ثم إلى تل بسطة حتى مسطرد، وبعدها إلى سخا ثم وادى النطرون، وصولاً للمطرية، ومنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.
واتجهت العائلة بعد ذلك إلى كنيسة المعادى، ثم إلى البهنسا ووصلت إلى كنيسة جبل الطير بالمنيا، كما انتقلت إلى دير المحرق بأسيوط، وبه أول كنيسة شيدت فى مصر تحقيقاً للنبوءة الواردة فى سفر أشعيا، وأقامت العائلة بهذا الموقع فترة وصلت إلى 6 أشهر و10 أيام، وهى أطول مدة قضتها بموقع مصرى.
وقصدت العائلة المقدسة بعد ذلك دير جبل درنكة، وأقامت به فى طريق العودة بعد أن تلقت رسالة بوفاة الملك هيرودس، وإمكانية الرجوع إلى بلادها مرة أخرى، فعادت من القوصية بأسيوط للمعادى بالقاهرة، ثم لحصن بابليون، حيث اختبأت فى كهف أسفل كنيسة أبوسرجة، ثم شمالاً لمسطرد ثم لبلبيس ثم القنطرة ثم لفلسطين مروراً بغزة، وأخيراً استقرت فى الناصرة.
وتحظى رحلة العائلة المقدسة بتقدير كبير من الكنائس فى مصر والعالم، إذ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى الأول من يوليو كل عام بعيد دخول العائلة المقدسة مصر، وتعتبر الكنيسة القبطية مصر جزءاً من الأراضى المقدسة مثل فلسطين والقدس، واعتمد بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، مسار العائلة كجزء من رحلة الحج المسيحى، ونظمت الكنيسة الكاثوليكية الكثير من الفعاليات والأفواج السياحية من أوروبا إلى المسار خلال الشهور الماضية.
كما يحظى المسار باهتمام كبير من جانب الدولة، التى أطلقت حملة بالتعاون بين الآثار والسياحة لترميم الأماكن الأثرية، ووضع المسار على قائمة التراث اللا مادى لمنظمة اليونيسكو، والترويج له سياحياً ضمن السياحة الدينية.
وقال القس مكاريوس فهيم، راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس فى مدينة بدر، لـ«الوطن»، إن أرض مصر تباركت بقدوم وإقامة العديد من الأنبياء وليس مجىء العائلة المقدسة فقط، لافتاً إلى أن اهتمام الدولة بمسار العائلة المقدسة جاء متأخراً حيث سبقتنا إسرائيل، التى بحثت عن المكاسب المالية عبر السياحة الدينية، فى الأراضى المقدسة، خاصة فى رحلة أسبوع الآلام. وأضاف راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس أن بركة العائلة المقدسة تشمل مصر والمصريين، وأن تلك البركة دفعت بابا الفاتيكان لاعتماد مسار العائلة المقدسة كجزء من الحج المسيحى، وهو ما يعود بفائدة سياحية ودعائية على مصر، لأنها تأتى من شخص فى ثقل بابا الفاتيكان، موضحاً أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اهتمت بجميع أماكن ومواضع رحلة العائلة المقدسة فى ربوع مصر، وأقامت بها أديرة وكنائس، لتقام بها الشعائر والصلوات حتى وقتنا هذا، وذلك تنفيذاً لنبوءة مقدسة من فم الطفل «يسوع»، عندما هبط هو وأمه العذراء أرض مصر، وأخبرها بأن هذه الأماكن ستقام بها أديرة وكنائس تحمل اسمها الطاهر.