تفاصيل "عملية الـ48 ساعة" للإيقاع بتجار المخدرات بمحيط جامعات القاهرة
مواد مخدرة مضبوطة
"عايز حاجة يا باشا".. مقولة تتردد علي ألسنة تجار المخدرات وصبيانهم، الذين يتخذون من نواصي الشوارع مقرات ونقاط إنطلاق لممارسة نشاطهم الإجرامي وعرض السموم علي زبائنهم، لكن الأمر المفزع أن ينتقل هؤلاء الجناة للوقوف في محيط الجامعات والمدارس، بحثا عن رواج لتجارتهم الآثمة.
قطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة رصد نشاط مجموعة من تجار المخدرات، نظرا لما تمثله تلك الجريمة من خطورة على جيل الشباب وإلحاق الضرر الفادح بالمجتمع، وتشكلت فرق أمنية لتوجيه ضربات مركزة للقضاء علي تلك العناصر بالتنسيق مع أجهزة البحث الجنائى بمديريات الأمن على مستوى الجمهورية تحت إشراف مباشر من اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية.
اعتمدت الضربة الأمنية على عنصر المفاجأة، وبدأ تنفيذها بعد تدقيق معلومات المصادر السرية وما تحصلت عليه عناصر المتابعات المستمرة، ونجحت الشرطة في القبض علي 26 من تجار المواد المخدرة بمحيط المدارس والجامعات بمختلف المحافظات، فى عملية أمنية استمرت على مدار الـ48 ساعة الماضية.
"هيروين وحشيش وأقراص مخدرة واستروكس".. أغلب أنواع المخدرات عرضها الأشرار للبيع على طلاب الجامعات والمدارس من الجنسين، لكن أجهزة الأمن تفاعلت بشكل كبير مع تلك القضية فى إطار جهودها لضبط جرائم الاتجار بالمواد المخدرة، وواصلت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات توجيه حملاتها الأمنية المُكبرة التي تستهدف مُحيط المدارس والجامعات بكل أنحاء الجمهورية لضبط المترددين من مروجى المواد المخدرة بأنواعها كافة، بهدف وقاية الشباب من خطر الإدمان، وبدأت الخطة بالدفع بعدد من الضباط والأمناء لشراء المواد المخدرة من بعض المتهمين.
22 قضية نجحت الفرق الأمنية المشاركة في الحملات من ضبطها، وبلغ عدد المتهمين بترويج المواد المخدرة علي الطلاب 26 متهمًا ألقت الشرطة القبض عليهم علي مدار 48 ساعة متواصلة، وضبطت 4 كيلو 127 جرامًا من الحشيش، و245 جرامً من الهيروين و710 جرامات من مخدر الأستروكس و500 جرام من مخدر الفودو، و2036 قرص مخدر مختلف الأنواع، وذلك بحوزة المتهمين، كما استعانت بكلاب بوليسية للبحث عن أماكن تخزين المواد المخدرة فى محيط الجامعات.
"يا باشا احنا لقينا الشغل ماشي والعيال الطلبة بيشتروا من غير فصال فقلنا نبعد شويه عن المسجلين خطر والسواقين ونشتغل مع ناس نضيفة" .. بهذا الكلمات اعترف تجار المخدرات في محاضر الشرطة، مدعين أن ممارستهم لتجارة المخدرات بمثابة فرص عمل لهم بديلًا عن عملهم في الحرف والمهن التي تحتاج جهد شاق، وأن هذا النشاط يدر عليهم مبالغ مالية كبيرة خاصة بعد تعاملهم مع الطلبة.
"العيال الطلبة عضمهم طري ومحدش يقدر يختلف معانا علي حاجة عشان بيخافوا من الفضيحة وعارفين أننا مسجلين خطر ومش هيقدروا ياخدوا معانا حق ولا باطل".. بهذه الكلمات واصل المتهمون اعترافهم أمام الشرطة، وأضافوا أن أجهزة الأمن ألقت القبض عليهم، بعد الدفع بعدد من الضباط والأمناء الذين ادعوا أنهم زبائن.
وأحيل المتهمون إلي النيابات المختصة التي قررت حبسهم علي ذمة التحقيقات وكلفت المباحث بالتحري في الواقعة وتحفظت علي المضبوطات وأرسلتها إلي المعمل الكيماوي لفحصها لبيان مدي فاعلية المواد المخدرة المضبوطة.