زحام وتجاهل.. «إدارة الخريجين» بالجامعات: الداخل مفقود والخارج مولود
معاناة الشباب أمام إدارة الخريجين بجامعة عين شمس
ذكريات جميلة تتبادر إلى أذهانهم بمجرد أن تطأ أقدامهم أسوار الجامعة، التى ودعوها بتخرجهم فى كلياتها المختلفة، وفجأة تتبدل مشاعر الحنين إلى غضب وملل بالوقوف لساعات طويلة أمام مكتب شئون الخريجين، للحصول على شهادة أو ورقة رسمية قادهم حظهم العثر لاستخراجها.
ضجيج متواصل، مشاجرات كلامية لا تنتهى تدور داخل حجرة متوسطة الحجم بجامعة عين شمس يصطف الخريجون أمام نوافذها وبابها لفترات طويلة، وأحياناً لأكثر من يوم أملاً فى إنهاء بعض الأوراق الخاصة بهم، ومن بينهم عمرو حفظى، خريج كلية التجارة دفعة 2009، الذى تردد مرات عديدة على إدارة الخريجين لمشكلة تتعلق بشهادته الجامعية: «20 يوم رايح جاى عليهم على الفاضى، والغريبة لما أصريت فى الآخر وقُلت للموظفين مش همشى إلا لما أخلص ورقى المشكلة اتحلت».
ختم على الشهادة الجامعية، هو السبب الذى كبد «عمرو» تلك المعاناة البدنية والنفسية: «محتاج الشهادة عشان هسافر، وكل ما أروح لموظف وأقول له طلبى يقول لى بكرة أو بعده، رغم إنه يخلص فى دقايق.. بقيت مش بعمل حاجة فى حياتى إلا إنى آجى الجامعة واستنى قدام مكاتبهم لحد ما يرضوا عنى ويختموا الشهادة». بغضب شديد تحدثت مروة حلمى، خريجة كلية آداب إنجليزى بنفس الجامعة دفعة 2010، عن تجربتها فى مكتب شئون الخريجين: «معاملة سيئة كأننا خدامين عندهم أو عبيد. وقت ما يحبوا يخلصوا الورق يخلصوه أو يتلككوا لأى سبب.. مين يصدق بقالى يومين بآجى الجامعة وأقعد 5 أو 6 ساعات عشان ورقة. أول يوم جيت قالوا لى الخزنة قفلت، وكانت قدام عينى فاتحة والموظف موجود بس هما مزاجهم كده».
«عمرو»: «20 يوم رايح جاى عشان أختم شهادتى».. و«سمر»: «كله بيمشى بالزعيق»
سمر إبراهيم، خريجة كلية الآداب، لاقت نفس المعاناة، حيث قضت أكثر من 6 ساعات داخل الجامعة، لإنهاء الأوراق الخاصة بالجامعة: «الشغل طلب شهادة، ومكنتش متخيلة يضيع الوقت ده كله فى مكتب، كل ما أكلم حد يبعتنى للتانى، وكل ما أقول قربت أخلص يطلبوا منى أصلح ورقة، وأفضل ألف على المكاتب وهما قاعدين مرتاحين. لدرجة إن موظفة طلبت منها تخلص ورقى قالت أنا لحد دلوقت ماشربتش الشاى بتاعى وعايزة أشتغل على روقان»، المعاناة التى استمرت حتى اكتشفت الحل وهو التعنيف: «اكتشفت إن كل حاجة بتمشى بالزعيق. وقت ما زعقت كل حاجة خلصت فى وقتها».