محام فى «اغتيال بلعيد والبراهمى»: إذا اضطررنا سنسلم ما نمتلكه من أوراق إلى مصر والجزائر
المحامى نزار السنوسى
كانت «الوطن» تتابع إجراءات النيابة التونسية فى الاتهامات الموجهة إلى «حركة «النهضة» بشأن تورطها فى اغتيال المعارضين البارزين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى الذيين عُرفا بمواقفهما الحادة تجاه الإخوان فى تونس أو حركة «النهضة»، فاتصلت بالمحامى نزار السنوسى، أحد أعضاء هيئة الدفاع فى القضية، وبينما لم يُبد «السنوسى» رضاه عن الإجراءات التى اتخذتها النيابة بشأن الأوراق التى تقدموا بها بهذا الخصوص فى القضية، لوّح بأن فريق الدفاع فى هذه الحالة لديه قبلة أخرى وهى «إخبار الجزائر ومصر» بما لديه من معطيات. وهنا استوقفته «الوطن» لتسأله حول ماهية المعطيات أو المعلومات التى لدى فريق الدفاع فى القضية، والتى يمكن أن يتم إعطاؤها لمصر، والتى يبزرها خلال الحوار التالى..
ما رأيك فى التحقيقات التى تجريها النيابة بخصوص اتهاماتكم حول الغرفة السوداء وحركة «النهضة»؟
- فى الواقع ما اتخذته النيابة مجرد حيلة تنفيذية، لا يوجد فى الإجراء الأول لها لا اتهامات ولا متهمون ولا مقدمو شكوى، هو فتح تحقيق أوّلى دون اتهامات، وهذه حيلة إجرائية، حيث لم يتم تحديد جهة قضائية أحيلت إليها هذه القضية، نحن نطلب أن يكون هناك اتهام رسمى موحد ومتهمون ويتم إحالة هذا الأمر للقضاء، هى محاولة للالتفاف على جوهر الموضوع، ونحن نطالب بفتح تحقيق رسمى، حتى لو كانت هيئة الدفاع نفسها متهمة فيه، هذا سيعطى مركزاً قانونياً يمكننا من تقديم جميع الأدلة التى بحوزتنا فى هذه القضية.
نزار السنوسى: «الغنوشى» استقبل الخلية الإخوانية المصرية.. وتحت إشرافهم تم تدريب عناصر الحركة على جمع المعلومات والاستخبارات
إذن، ما الخطوة المقبلة لديكم؟
- ما دامت السلطات التونسية لم تفتح تحقيقاً قضائياً وفق الإجراءات المعمول بها فى تونس، سنقدم الأدلة إلى الشعب التونسى، وسنواصل الشكاوى التى نقدمها، ومن ضمن ذلك أننا سنلجأ إلى القضاء العسكرى، لأن من ضمن الوثائق التى تم العثور عليها هناك وثائق للتجسس على الجيش، ويمكن أن نخبر الجزائر والدولة المصرية بما لدينا من معلومات.
ما المعلومات التى لدى فريق الدفاع فى هذه القضية تخص مصر؟
- الوثائق التى وُجدت بجوزة مصطفى خضر المدان فى القضية كشفت إحداها، والتى كتبها بخط يده، عن وجود ارتباطات مع جماعة الإخوان فى مصر التى أشرفت على دورات تدريبية سرية على الاستخبارات فى تونس بعلم زعيم النهضة راشد الغنوشى.
كيف تم الإعداد لهذه الدورة التدريبية؟
- كانت هناك دورة فى الاستخبارات تم تنظيمها لأنصار وأعضاء حركة «النهضة» فى تونس بإشراف أعضاء من جماعة الإخوان فى مصر، وهذا وفق ما هو مثبت فى الوثائق المحجوزة والتى حجبها القضاء. ومن ضمن الوثائق التى حجبها القضاء فى هذه القضية المسماة بقضية مصطفى خضر المسئول أو أحد المسئولين عن الجهاز السرى لحركة النهضة، والوثيقة موجودة فى المحكمة ولم يتم التعامل معها سابقاً بجدية. وهذه الوثيقة المحتجزة مكتوبة بخط يد مصطفى خضر الذى يقبع فى السجن، لأنه هو من تحمّل القضية وحده كى يتستر على المتهمين الآخرين، وكتب فى الوثيقة أن هناك أشخاصاً من جماعة الإخوان فى مصر قدموا إلى تونس وأقاموا دورة تدريبية لأعضاء حركة النهضة فى الاستخبارات، وهذا وفق إحدى الوثائق المحتجزة أو التى حجبها القضاء، وكتبت بخط يد مصطفى خضر المنتمى إلى حركة «النهضة».
هل كشفت الوثيقة التى ذكرتها مضمون تلك الدورة التدريبية؟
- الدورة كانت فى طرق الاستخبارات وجمع المعلومات، وسُميت، على حسب أقوله، بأنها «دورة فى الزراعة»، (ضحك السنوسى قائلاً إنها كانت دورة فى زراعة المخبرين)، لكن الوثيقة لم تُذكر فيها أسماء معينة من أعضاء الإخوان الذين قدموا من مصر إلى تونس لتقديم هذه الدورة التدريبية. وإلى جانب تدريب عناصر «النهضة» على طرق الاستخبارات وجمع المعلومات قاموا أيضاً بمقابلة راشد الغنوشى زعيم حركة «النهضة»، وهذا كان فى الفترة ما بين 2012 و2013.
هل هناك تفاصيل أخرى بهذا الخصوص؟
- هذا ما يمكن لى التصريح به حتى الآن.
ماذا عن طبيعة الوثائق الأخرى التى لدى هيئة الدفاع؟
- الهيئة لديها وثائق أخرى أن الشهيد شكرى بلعيد سبق أن اشتكى رسمياً من أن هناك أشخاصاً يراقبونه ويتتبعونه، وعندما أحيلت الشكوى إلى وزارة الداخلية، تم تكذيب ذلك.