الغرفة السوداء بـ«الداخلية»: مسئولون بالوزارة نقلوا إليها مضبوطات ووثائق «تنظيم النهضة»
عناصر من الشرطة التونسية فى إحدى نقاط التفتيش
بعد البلاغ ضد مركز القيادة التابع لمصطفى خضر، انتقلت سيارات إدارية تابعة لوزارة الداخلية مباشرة إلى مدرسة القيادة التابعة لمصطفى خضر وهو لا يزال بمركز الأمن بالمروجات، من المرجح أن يكون ذلك على أثر مكالمة صادرة عنه، وقامت بنقل الوثائق. فانتقلت هيئة الدفاع إلى ألفة بن «ب»، مقدمة البلاغ، التى أفادت أنها لم تكن الوحيدة التى شاهدت السيارات الإدارية التى قامت بنقل الأكياس بتاريخ 19 ديسمبر 2013 وهناك عدد من الجيران أكدوا استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم متى طُلب منهم ذلك. وتبين من خلال الأعمال الاستقصائية التى باشرتها هيئة الدفاع أن السيارات الأربع التابعة لوزارة الداخلية قد تحركت بأمر مباشر من عاطف العمرانى، المدير العام للمصالح المختصة، وكان ذلك تنفيذاً لأوامر صدرت له.
وعند حلول السيارات الأربع بوزارة الداخلية محملة بالوثائق المسروقة رفض مدير إدارة التوثيق قبولها، رغم أنه يخضع إلى السلطة المباشرة للمدير العام للمصالح المختصة، باعتبار أن إدارة التوثيق تتبع لتلك الإدارة العامة، وتمسّك بضرورة إحصائها وجردها، غير أن عاطف العمرانى أصر عليه بقبولها مؤقتاً، على أن يتم تحديد مصدرها ومراجع إدراجها بإدارة التوثيق لاحقاً. تم الاتفاق بينهما على أن توضع كل تلك الوثائق المسروقة فى غرفة خاصة مغلقة، ولم يتم إمضاء وصل فى تسلمها من مدير إدارة التوثيق، بمعنى أن هناك غرفة كاملة مغلقة بوزارة الداخلية لا أحد يعرف محتواها ولا مصدرها، ليست لها مراجع تسجيل، ولم يوقع فى شأنها أى وصل بالتسليم أو التسلم، فهى غرفة سوداء لا يعلم عنها القضاء شيئاً.
ورصدت هيئة الدفاع تواتر المديرين والتغييرات على وزارة الداخلية دون أن تتغير وضعية الغرفة السوداء، حتى جاء مدير جديد لإدارة التوثيق الذى أصر على معرفة محتوياتها دون التدقيق فى الوثائق، وأعد تقريراً إلى وزارة الداخلية التى كان يقودها وقتها على العريض، القيادى بحركة النهضة، بغرض إحالتها إلى القضاء، لكن الوزارة لم تحرك ساكناً إزاء تلك التقارير، بحسب هيئة الدفاع. وقام مدير إدارة التوثيق بمراسلة أولى، ثم ثانية، معلماً الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب بضرورة تصحيح وضعية هذه الغرفة السوداء، بإحالة جميع محتوياتها المسروقة من مدرسة القيادة بالمروج إلى القضاء، فلم يتلقَّ جواباً على ذلك. ولا تزال الغرفة السوداء التى تحتوى على وثائق الجهاز الخاص لحركة النهضة مغلقة بقفل حديدى بإدارة التوثيق التابعة للإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية إلى حد اليوم.