نائب رئيس «الرابطة التونسية»: آمنا بالسلمية وحقوق الإنسان وكونيتها وشموليتها كفلسفة عمل
الدكتور فاضل بالضيافي، نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
قال الدكتور فاضل بالضيافي، نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، إن بلاده خاضت مرحلة طويلة من الحراك قبل أن تصل لهذه المرحلة من الانفتاح والتعاون بين المجتمع المدني والحكومة، وحذر «بالضيافي» في حواره لـ«الوطن» من خطورة خلط العمل السياسي بالعمل الحقوقي، مؤكدًا أن الرابطة تعمل من أجل كرامة الإنسان بكل تجرد عن أية أهواء سياسية، وأن فلسفة عملها تتمحور حول السلمية وحقوق الإنسان وكونيتها وشموليتها.. وإلى الحوار.
* لماذا أصبحت تونس «كلمة السر» في الحراك العربي خاصة ملف حقوق الإنسان؟
- هذا صحيح، والرابطة التونسية هي أول منظمة حقوقية في إفريقيا والعالم العربي تأسست عام 1977، وكان لها دور رئيسي في تأسيس عدة جمعيات في الوطن العربي، ومنها على سبيل المثال المعهد العربي لحقوق الإنسان عام 1989، وكذلك المنظمة العربية لحقوق الإنسان عام 1985، ونحن عضو رئيسي في تأسيسها. ولا يخفى على أحد أن الرابطة قد فازت عام 2015 بجائزة نوبل للسلام، وذلك ضمن الرباعي التونسي الراعي للحوار، وهذه هي «كلمة السر».
* وكيف كان دوركم في الثورة التونسية؟
- كنا في قلب الحراك، ومن أوائل المناضلين في تونس، ولكننا آمنا دائما بالسلمية وحقوق الإنسان وكونيتها وشموليتها كفلسفة عمل، ولدينا شراكات مع عدد كبير من المنظمات الحقوقية، ولم نكتفي بدور المعارضة للمعارضة، ولكن نشارك أيضًا في اقتراح مشاريع القوانين، ومبدأنا هو كون الإنسان هو أصل كل شيء، وقبل كل شيء.
«بالضيافي»: نشاط الجماعات الإرهابية لدينا محدود لأنها لا تملك حاضنات شعبية
* وما هي الشعرة الفاصلة بين العمل السياسي والعمل الحقوقي؟
- أخطر شيء على الإطلاق هو أن تُغلف الأحزاب السياسية بحقوق الإنسان، ولكن هذه الحركات تُكتشف، ولا تُعمر طويلًا، والتجربة التونسية يجب أن تُدرس، خاصة في مجال حقوق الإنسان، لأننا آمنا بالإنسان وكرامته، بدون أي عوائق أو حواجز دينية أو دنيوية، والغاية الأساسية هي الكرامة الإنسانية، وقد تجاوزت الرابطة المحظورات في العلاقات مع السلطة، ونعقد الكثير من الاتفاقيات مع الحكومة في مراقبة السجون وأماكن الاحتجاز، وأصبحنا شريك أساسي؛ نتدخل لتطوير البرامج، وانصرفنا لمجالات أخرى كالصحة والتعليم والتوعية والصحافة وكل ما يمس الإنسان.
* وإلى أين وصلت تجربة العدالة الانتقالية في بلادكم؟
- ما زلنا في مرحلة تحول ديمقراطي، ويجب علينا أن نتجنب الارتداد، فأخطر ما يواجه أي ثورة هو الردة لما قبلها، وتجربة العدالة الانتقالية لدينا بفضل قوة المجتمع المدني، والهيئات الدستورية الموجودة، أصبحت الملفات جاهزة، وأحيلت إلى المحاكم المختصة، ولا بد أن يعترف الجلاد بخطأه تجاه الضحية أولًا، وتعويضه ثانيًا، ثم يأتي الحديث عن المصالحة كمرحلة ثالثة، لكن دعني أقول إن الوضع صعب، والدولة العميقة تواجه الأمر، وهي ليست أشخاص ولكنها موجودة في الجهات الإدارية، ونسعى لتكون تجربتنا نموذجية في محيطنا العربي وفي العالم بشكل عام.
* وكيف تجنبتم الدخول في موجة العنف التي شهدتها بلدان الربيع العربي؟
- المجتمع التونسي مجتمع سلمي، وتركيبته متجانسة لأبعد الحدود، وثقافة السلاح غريبة على مجتمعنا، وليست موجودة لدينا، فالسلاح ملك الدولة فقط، ومنذ صغرنا نعرف هذا، والمواطن البسيط لو رأى سلاح يتملكه الرعب، ونشاط الجماعات الإرهابية لدينا محدود؛ لأنها لا تملك حاضنات شعبية.
* أخيرًا كيف ترى أداء الأمم المتحدة فيما يتعلق بتعاملها مع الدول العربية؟
- أخطر ما يواجه أي منظمة سواء كانت أممية أو مجتمع مدني هو ما يتعلق بالتمويل والاستقلالية، والسؤال هنا؛ هل الأمم المتحدة حرة ولديها الاستقلالية المالية أم تابعة لبعض الدول، وعندها نستطيع حل الشفرات والرموز، فمن يدفع يملك، ورأينا هذا في أزمة تمويل «الأونروا» في فلسطين، وكيف لوحت إحدى الدول بتوقيف بعض التمويلات.