«إبراهيم» دليفرى على عربية فول: خدمة التوصيل مجانية
«إبراهيم» أثناء توصيل الطعام
قليل من اللعب وكثير من العمل، ابتسامة تعلو وجهه وهو يتحرك بصوانى الفول والبطاطس والسلطة، بينما يحملها على أحد ذراعيه، ويتولى فى الآخر قيادة الدراجة، وتضغط قدماه على البدال بسرعة، حتى لا يتأخر على توزيع وجبات الإفطار الصباحية، التى يخرج بها من عربة فول صغيرة إلى عدد كبير من الورش والمحلات.
قال: «بقيت عارف طلبات الناس كلها ومابتأخرش عليهم»
«دليفرى فول» توصيف للمهنة التى يقوم بها إبراهيم عماد على إحدى عربات الفول، ولا يملك «موتوسيكل»، إنما دراجة كان والده يمتلكها، وكانت مخصّصة لنقل الخضراوات والخبز وبعض احتياجات العربة، لكن الصغير حوّلها إلى وسيلة نقل طلبات، فمهارته فى قيادة الدراجات أهلته لذلك الأمر، وبعدما كانت الأسرة تتخوف من سقوط الصغير من على الدراجة، صار الاعتماد عليه أساسياً فى التوزيع: «أنا باجى كل يوم الصبح، باجهز الصوانى، وبافصل بين الصينية والتانية بطبق عريض، وأشيلهم وأتحرك» يحكى الصبى الذى يدرس بالصف الأول الثانوى التجارى، ويوازن بين دراسته وعمله، ففى الصباح يتجه لعربة الفول، التى يمتلكها أخوه، ثم يذهب إلى مدرسته عقب الظهر، ويحدّد لها أياماً، وللعمل أياماً أخرى: «باروح سبت وحد واتنين وتلات وبقية الأسبوع لأ، وعلشان أنا باروح الضهر، فالصبح كل الأيام باشتغل».
لهذه الدراجة تاريخ طويل مع إبراهيم وأسرته، فبعدما كانت ملكاً لوالده، أخذها الصغير وتعلم قيادتها ثم العمل بها، وكان فى البداية يقتصر على نقل الخضراوات بها، حتى فكر فى مشاويره الصباحية لتقديم الفول للبعض، بتوزيعه بالدراجة، ونجح الأمر وصار الصبى يتحرك كل صباح بالطلبات بها: «وبقيت عارف طلبات الناس وباجهزها الصبح وأوديها بالعجلة، وماباخدش وقت خالص، ولما بارجع العربية وأبعت لناس تانية، بالم الأطباق بالترتيب وأرجع بالصوانى».